السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التوازن في حياة المسلم
خلق الله الإنسان في هذه الحياة لغاية
سامية ، وهدف نبيل ، بله إن خلق السماوات والأرض وما بينهما لم يأت عبثاً
قال تعالى : { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا
بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا
مِنَ النَّارِ* أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ
كَالْفُجَّارِ } سورة : ص : الآيتان 27 ، 28 .
ومن المهام التي خلق الله – تعالى – الإنسان من أجلها :
أولاً : عبادة الله :-
قال تعالى " { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } سورة : الذاريات : آية : 56 .
ثانياً: الخلافة عنه في الأرض :
قال تعالى{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي
الأَرْضِ خَلِيفَةً } سورة : البقرة :أية :30.وقال : { وَهُوَ الَّذِي
جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ
دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ } سورة : الأنعام : أية : 165
.
ثالثاً: الابتلاء والاختيار :
قال تعالى : { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } سورة : الملك : آية 2.
رابعاً :
الحساب والجزاء :
قال تعالى { وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ
لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ
أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى } سورة :النجم : آية 31. وإذا كان الله – تعالى –
قد خلق الإنسان لتلك الغايات فلكي يحقق الإنسان ما خلق من أجله فإن عليه
أن يكون متوازناً ومتميزاً في تحقيق تلك الغايات .
ومن توازن المسلم وتميزه أن يكون معتدلاً في تعامله مع جسمه ومع عقله ومع روحه :
أ- من توازن الإنسان مع جسمه :-
أن يكون معتدلاً في طعامه
وشرابه ، وفى حسن هيئته وفى نظافة جسمه وفى ممارسة الرياضة . ولقد حرض
النبي صلى الله عليه وسلم على أن يجعل المسلم شامة وعلامة في هيئته ، ومما
يروى من حديث ابن الحنظلية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه
وكانوا في سفر فقال لهم وهم قادمون على إخوانهم : " إنكم قادمون على
إخوانكم فأصلحوا رحالكم وأحسنوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة من الناس
فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش " رواه أبو داود الحاكم في المستدرك ن
وإسناده حسن .
ب- من توازن المسلم مع عقله :-
عليه أن يسعى للعلم ، ويفتح
نوافذ فكره لكل جديد يأخذ منه ما حسن ، ويدع ما قبح ، وليكن شجاع العقل
ويضع هذه الشجاعة في موضعها , قال ابن حزم : " فمن سر بشجاعته التي يضعها
في غير موضعها فليعلم أن النمر أجرأ منه ، وأن الأسد والذئب والفيل أشجع
منه ، ومن سر بقوة جسمه فليعلم أن الثور والفيل أقوى منه ، ومن سر بحمله
الأثقال فيعلم أن الحمار أحمل منه ، ومن سر بسرعة عدوه فليعلم أن الكلب
والأرنب أسرع عدواً منه ، ومن سر بحسن صوته فليعلم أن كثيراً من الطير
أحسن منه صوتاً ، وأن أصوات الطير ألذ وأطرب من صوته ، ولكن من قوى تميزه
واتسع علمه وحسن عمله فليتعظ بذلك فإنه لا يتقدمه في هذه الوجوه إلا
الملائكة وأخيار الناس " .ابن حزم : الأخلاق والسير ص 18 ، 19 ط بيروت
1961 .
ولقد أكد ابن مسكوبة على معنى السعادة فقال : " فالسعيد إذاً من الناس في
إحدى مرتبتين : أما في مرتبة الأشياء الجسمانية متعلقاً بأحوالها السفلى
سعيداً بها ، وهو مع ذلك يطالع الأمور الشريفة باحثاً عنها مشتاقاً إليها
متحركاً نحوها مغتبطا بها " .
ومن التوازن العقلي أن يوازن الإنسان بين الحلم والواقع
فلا ينشغل بالواقع وينسى أحلامه ، ولا تأخذه الأحلام بعيداً عن معايشة
الواقع ، وهناك خطوات أساسية لتحقيق أحلامك هي :
1- اعرف ماذا تريد ، فإذا لم تكن تعرف ما تريد فإنك لا تستطيع – طبعاً – أن تبلغه .
2-اكتبه على الورق ، فإذا عرفت ما تريد فدونه على الورق .
3- اشرع في التنفيذ ، ولا تتردد.
ج- من توازن المسلم مع روحه :-
وذلك بأن يصقلها بالعبادة ومجالس الإيمان ، والرفقة الصالحة وقراءة القرآن ، وأذكار الصباح والمساء .
قال ابن حزم : " فالسعيد من أنست نفسه بالفضائل والطاعات ونفرت من الرذائل والمعاصي ".
فمن سعادة الإنسان ونجاحه في الحياة صلاح قلبه وروحه ، لأن بصلاحهما يصلح
الجسد كله : فصلاح القلب مستلزم لصلاح سائر الجسد ، وفساده مستلزم لفساد
سائر الجسد ، فإذا رأى ظاهر الجسد فاسداً غير صالح علم أن القلب ليس بصالح
بل فاسد ، ويمتنع فساد الظاهر مع صلاح الباطن ، كما يمتنع صلاح الظاهر مع
فساد الباطن ، فإن صلاح الظاهر وفساده ملازما لصلاح الباطن وفساده" .
ومن توازن الإنساني الروحي أن يكون متوازناً في عاطفته ، ولذا كان من دعاء
النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة ،
وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب ، وأسألك القصد في الغنى والفقر ..."
رواه النسائي 4/54 ، وأحمد 4/364 ، وصححه الألباني في صحيح النسائي.
وفى الأثر : " أحبب حبيبك هونا ما فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون عدوك يوماً ما " .
وأما من يندفع وراء عواطفه وشهواته فليس بأهل لأن يكون سعيداً وناجحاً في حياته .
يروى أن سيداً غضب على خادمة فصرخ في وجهه قائلاً: " اسكت أنت عبدي وأنا
سيدك " فرد عليه الخادم بهدوء " صحيح أنا عبدك ولكنك أنت عبد عبدي " فغضب
سيده مرة أخرى وقال : " كيف تقول ذلك " ؟ فأجاب الخادم وهو يبتسم : أما
أنا فإني عبدك لأنك اشتريتني بمالك ولكنك أنت عبد عبدي ، لأنك تعبد شهوتك
فهي تأمرك وأنت تطيعها ، وأنا آمر شهوتي فتطيعني ، فهي عبدي وأنت عبد لها
فأنت أذن عبد عبدي .
قال أحدهم في توازن المشاعر :
إن الكريم إذا تمكن مـــن أذى *** جاءته أخلاق الكرام فأقلعها
وترى اللئيم إذا تمكن من أذى *** أطغى فما يبقى لصلح موضعاً
فليكن شعار المسلم في حياته التوازن
والوسطية في كل شيء فقد وصف الله تعالى الأمة الإسلامية بأنها أمة الوسط
فقال : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء
عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } (143) سورة
البقرة.
فالتوازن والوسطية سمة من سمات المسلم المتوازن .
قال تعالى { وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ
لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ
أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى } سورة :النجم : آية 31. وإذا كان الله – تعالى –
قد خلق الإنسان لتلك الغايات فلكي يحقق الإنسان ما خلق من أجله فإن عليه
أن يكون متوازناً ومتميزاً في تحقيق تلك الغايات .
ومن توازن المسلم وتميزه أن يكون معتدلاً في تعامله مع جسمه ومع عقله ومع روحه :
أ- من توازن الإنسان مع جسمه :-
أن يكون معتدلاً في طعامه
وشرابه ، وفى حسن هيئته وفى نظافة جسمه وفى ممارسة الرياضة . ولقد حرض
النبي صلى الله عليه وسلم على أن يجعل المسلم شامة وعلامة في هيئته ، ومما
يروى من حديث ابن الحنظلية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه
وكانوا في سفر فقال لهم وهم قادمون على إخوانهم : " إنكم قادمون على
إخوانكم فأصلحوا رحالكم وأحسنوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة من الناس
فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش " رواه أبو داود الحاكم في المستدرك ن
وإسناده حسن .
ب- من توازن المسلم مع عقله :-
عليه أن يسعى للعلم ، ويفتح
نوافذ فكره لكل جديد يأخذ منه ما حسن ، ويدع ما قبح ، وليكن شجاع العقل
ويضع هذه الشجاعة في موضعها , قال ابن حزم : " فمن سر بشجاعته التي يضعها
في غير موضعها فليعلم أن النمر أجرأ منه ، وأن الأسد والذئب والفيل أشجع
منه ، ومن سر بقوة جسمه فليعلم أن الثور والفيل أقوى منه ، ومن سر بحمله
الأثقال فيعلم أن الحمار أحمل منه ، ومن سر بسرعة عدوه فليعلم أن الكلب
والأرنب أسرع عدواً منه ، ومن سر بحسن صوته فليعلم أن كثيراً من الطير
أحسن منه صوتاً ، وأن أصوات الطير ألذ وأطرب من صوته ، ولكن من قوى تميزه
واتسع علمه وحسن عمله فليتعظ بذلك فإنه لا يتقدمه في هذه الوجوه إلا
الملائكة وأخيار الناس " .ابن حزم : الأخلاق والسير ص 18 ، 19 ط بيروت
1961 .
ولقد أكد ابن مسكوبة على معنى السعادة فقال : " فالسعيد إذاً من الناس في
إحدى مرتبتين : أما في مرتبة الأشياء الجسمانية متعلقاً بأحوالها السفلى
سعيداً بها ، وهو مع ذلك يطالع الأمور الشريفة باحثاً عنها مشتاقاً إليها
متحركاً نحوها مغتبطا بها " .
ومن التوازن العقلي أن يوازن الإنسان بين الحلم والواقع
فلا ينشغل بالواقع وينسى أحلامه ، ولا تأخذه الأحلام بعيداً عن معايشة
الواقع ، وهناك خطوات أساسية لتحقيق أحلامك هي :
1- اعرف ماذا تريد ، فإذا لم تكن تعرف ما تريد فإنك لا تستطيع – طبعاً – أن تبلغه .
2-اكتبه على الورق ، فإذا عرفت ما تريد فدونه على الورق .
3- اشرع في التنفيذ ، ولا تتردد.
ج- من توازن المسلم مع روحه :-
وذلك بأن يصقلها بالعبادة ومجالس الإيمان ، والرفقة الصالحة وقراءة القرآن ، وأذكار الصباح والمساء .
قال ابن حزم : " فالسعيد من أنست نفسه بالفضائل والطاعات ونفرت من الرذائل والمعاصي ".
فمن سعادة الإنسان ونجاحه في الحياة صلاح قلبه وروحه ، لأن بصلاحهما يصلح
الجسد كله : فصلاح القلب مستلزم لصلاح سائر الجسد ، وفساده مستلزم لفساد
سائر الجسد ، فإذا رأى ظاهر الجسد فاسداً غير صالح علم أن القلب ليس بصالح
بل فاسد ، ويمتنع فساد الظاهر مع صلاح الباطن ، كما يمتنع صلاح الظاهر مع
فساد الباطن ، فإن صلاح الظاهر وفساده ملازما لصلاح الباطن وفساده" .
ومن توازن الإنساني الروحي أن يكون متوازناً في عاطفته ، ولذا كان من دعاء
النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة ،
وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب ، وأسألك القصد في الغنى والفقر ..."
رواه النسائي 4/54 ، وأحمد 4/364 ، وصححه الألباني في صحيح النسائي.
وفى الأثر : " أحبب حبيبك هونا ما فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون عدوك يوماً ما " .
وأما من يندفع وراء عواطفه وشهواته فليس بأهل لأن يكون سعيداً وناجحاً في حياته .
يروى أن سيداً غضب على خادمة فصرخ في وجهه قائلاً: " اسكت أنت عبدي وأنا
سيدك " فرد عليه الخادم بهدوء " صحيح أنا عبدك ولكنك أنت عبد عبدي " فغضب
سيده مرة أخرى وقال : " كيف تقول ذلك " ؟ فأجاب الخادم وهو يبتسم : أما
أنا فإني عبدك لأنك اشتريتني بمالك ولكنك أنت عبد عبدي ، لأنك تعبد شهوتك
فهي تأمرك وأنت تطيعها ، وأنا آمر شهوتي فتطيعني ، فهي عبدي وأنت عبد لها
فأنت أذن عبد عبدي .
قال أحدهم في توازن المشاعر :
إن الكريم إذا تمكن مـــن أذى *** جاءته أخلاق الكرام فأقلعها
وترى اللئيم إذا تمكن من أذى *** أطغى فما يبقى لصلح موضعاً
فليكن شعار المسلم في حياته التوازن
والوسطية في كل شيء فقد وصف الله تعالى الأمة الإسلامية بأنها أمة الوسط
فقال : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء
عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } (143) سورة
البقرة.
فالتوازن والوسطية سمة من سمات المسلم المتوازن .