على
مشارف رمضان تهب
نسمات الجنة
تحرك قلوبا مشتاقة إليها
وتنبه
قلوبا غافلة عنها
تفتح عين بصيرتها
ميلاد
جديد لنفوس مكدودة
متعبة تاقت للقرب من ربها
أوشكت على الاحتضار تحت وطأة هموم الدنيا وابتلاءاتها
شمس
تشرق على تائه في ظلمات الصحراء
فيبصر
طريقه ويضبط
بوصلة حياته
فطوبى لعبد
جعلمن
رمضان مطيه إلى
رحمة الله جل وعلا ولفضله
طوبى لعبد قال على مشارفه عجلت إليك رب لترضى (قولا وعملا)
عجلت
إليك ربي لترضى
فلن يشغلني عنك
شاغل
عجلت
إليك ربي لترضى
فلن أعتذر
عنلقائك بعذر
عجلت
إليك ربي لترضى
فلن يعظم في عيني عن حقك أي واجب
عجلت
إليك ربي شوقاً إليك
وتوقيراً
لجلالك
ومهابة
لعظمتك التي يتلاشى جوارها كل شئ
ولا يجوز
إزاءها انتظار
أي شئ
رمضان فرصة الزمان .. هكذا ينبغي أن يعتقد المسلم، وهكذا كان يعتقد سلفنا الصالح رضوان الله
عليهم، فلم يكن رمضان بالنسبة لهم مجرد شهر من الشهور، بل كان له في قلوبهم مكانة خاصة ظهرت واضحة من خلال
استعدادهم له واحتفائهم به ودعائهم وتضرعهم إلى الله تعالى أن يبلغهم إياه
لما يعلمون من فضيلته وعظم منزلته عند الله عز وجل .
هتفت
القلوب وتاقت الانفس ان نسير على دربهم ولكن ما الحيلة ؟
الحيلة
... يسيرة نتعلم من سيرهم وعلى دربهم نمضي
إذاً كيف كانوا
؟
هكذا
كانوا وعلى نهجهم فلنكن
حال
الصالحين في
رمضان
؟
كان
منهم القائم القانت في محرابه{يَحْذَرُ
الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [ الزمر: 9] ويخشى عذابه .
ومنهم
من قد حبس نفسه على طاعة الله تعالى وذكره, وتجرد من الدنيا, وقطع عن نفسه
كل العلائق, وعكف بقلبه وقالبه على ربّه وما يقرب منه, فما بقي في قلبه غير الله
تعالى, وليس له هم إلّا مرضاته, يتمثل قول داوود الطائي رحمه الله حينما كان يناجي
ربّه في ليله فيقول :
" همك عطل علي الهموم, وخالف بيني وبين السهاد, وشوقي إليك أوبق مني
اللذات, وحال بيني وبين الشهوات ". ( لطائف المعارف 348 ).
هذا
حال الصائمين القائمين, عرفتهم
المساجد والخلوات, يطيلون القيام, ويتلون القرآن ويلحون في الدعاء, ويعلنون الإنابة, ويناجون الرحمن,
بينما كان غيرهم في مجالس الزور مجتمعين على عرض الشيطان, وبرامج الفساق .
لماذا يعملون ؟ماذا دها الصالحين ؟ وما الذي دعاهم إلى طول التهجد, ومكابدة
السهر والنصب ؟
إنّهم
يلتمسون ليلة
القدر التي
هي خير من ألف شهر. فلو نطقت المساجد لقالت : " يا ليلة القدر للعابدين اشهدي , يا
أقدام القانتين اركعي لربك واسجدي , يا ألسنة السائلين جدي في
المسألة واجتهدي
". ( اللطائف 349 ).
ها
هو ذا رمضان يمضي, وقد شهدت لياليه أنين المذنبين, وقصص
التائبين, وعبرات الخاشعين وأخبار المنقطعين. وشهدت أسحاره استغفار المستغفرين, وشهد نهاره
صوم الصائمين وتلاوة القارئين, وكرم المنفقين .
إنّهم
يرجون عفو الله, علموا أنّه عفو كريم يحب العفو فسألوه أن يعفو
عنهم .
لما
عرف العارفون جلاله خضعوا, ولمّا سمع المذنبون بعفوه طعموا, ما ثم إلّا عفو الله أو النّار .
لولا
طمع المذنبين في العفو لاحترقت قلوبهم باليأس من الرحمة, ولكن إذا
ذكرت عفو الله استروحت إلى برد عفو . كان أحد الصالحين يدعو قائلاً :
" جرمي عظيم, وعفوك كبير, فاجمع بين جرمي وعفوك يا كريم ". ( اللطائف 370 ).
هذا
دعاء الصالحين,
وهكذا قضوا رمضان, فلهم الحق أن يبكوا في ختامه, لما له من لذة في قلوبهم,
ومع ذلك فهم وجلون من ربهم, خائفون من الرد وعدم القبول, يعلمون أنّ المعول عليه
القبول لا الإجتهاد, وأن الإعتبار بصلاح القلوب لا بعمل الأبدان .
كم
من قائم محروم " ومن نائم مرحوم
" هذا نام
وقلبه ذاكر, وذاك قام وقلبه فاجر, لكن العبد مأمور بالسعي في اكتساب الخيرات, والإجتهاد في الصالحات, مع سؤال الله القبول,
والإشتغال بما يصلح القلوب, وهذا دأب الصالحين.
كانوا يقولون....
قال
يحيى بن أبي كثير:" كان من دعائهم : (( اللهم سلمني إلى
رمضان, وسلم لي رمضان, وتسلمه منّي متقبلاً )) ". (حلية الأولياء 3 / 69 ).
وقال
ابن دينار: " الخوف على العمل أن لا يتقبل أشد من العمل ". ( الحلية 2 / 387 ).
وعنهم قالوا
وقال
عبد العزيز بن أبي رواد :
" أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه, وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا ". ( اللطائف 375 ).
وعنهم
سنحكي
ففى
ثنايا قصص الصالحين مع رمضان ما يشحذ الهمم لنصل إلى أعلى القمم
معا
لنروي .. قصص
سلفنا مع رمضان الحبيب
والقلب
يهتف
اللهم بلغنا رمضان واجعلنا فيه وبعده وإلى أن نلقاك كما تحب وترضى
اللهم
آمين
إضاءة
نأمل أن تحتوى كل مشاركة على (مواقف أو اقوال أو افعال ) واحد من
السلف الصالح عليهم رضوان الله فى استعداده واستقباله و حاله فى رمضان حتى تسهل علينا
جميعا المتابعة
ان شاء الله
حال السلف مع
القرآن
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { اقرأ علي }
، فقلت: أقرأ عليك وعليك
أنزل فقال: { إني أحب أن أسمعه من غيري }
قال فقرأت النساء
حتى إذا بلغت: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى
هَـؤُلاء شَهِيداً [النساء:41]
قال: { حسبك }،
فالتفت فإذا عيناه
تذرفان.
وأخرج
البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت: أَفَمِنْ هَذَاالْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ [النجم:60،59]
فبكى
أهل الصفة حتى جرت دموعهم
على خدودهم، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
حسهم
بكى معهم فبكينا ببكائه.
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا يلج
النار من بكى من خشية الله }
حال السلف مع
القرآن
حرص
السلف رحمهم الله على الإكثار من تلاوة القرآن في شهر
رمضان بين ذلك في سير أعلام النبلاء فمن ذلك
* كان الأسود بن يزيد يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب
والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليالٍ
حال السلف مع القرآن
*
كان مالك بن أنس إذا
دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسه أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن
من
المصحف
حال السلف مع القرآن
*
كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العباد وأقبل على
قراءة
القرآن
حال السلف مع القرآن
*
كان الوليد بن عبد الملك يختم في كل ثلاثٍ، وختم في رمضان سبع
عشرة ختمه
حال السلف مع القرآن
*
كان قتادة
يختم القرآن في
سبع، وإذا جاء رمضان ختم
في كل ثلاثٍ، فإذا جاء العشر ختم كل ليلةٍ
حال السلف مع القرآن
*
وقال الربيع بن سليمان: كان
الشافعي يختم القرآن
في
شهر رمضان
ستين
ختمة وفي كل شهر ثلاثين
ختمة
حال السلف مع القرآن
قال ابن رجب الحنبلي : وإنما
ورد النهي عن قراءة القرآن في
أقل من ثلاث على المداومة على ذلك فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصا
الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير
أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتنام للزمان والمكان وهذا قول أحمد وإسحاق وغيرهما
من الأمة وعليه يدل عمل غيرهم .( لطائف
المعارف)
حالهم
في قيام الليل
فإن قيام الليل
هو
دأب الصالحين وتجارة المؤمنين وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم
ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم فيشكون إليه أحوالهم ويسألونه من فضله فنفوسهم قائمة بين
يدي خالقها عاكفة على مناجاة بارئها،تتنسم من تلك النفحات وتقتبس من أنوار
ا والهبات
* قال الحسن البصري: لم أجد
شيئاً من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل
منـــــــقول بتصريف