نزل فؤاد مسرعا و هو مرتعب كل الرعب من أنه قد أصاب الفتاة بأي شيء رغم انه لم يكن يريد ذلك و اجتمع الناس من حول رهف و تقدم فؤاد يبعدهم ليستطيع الاقتراب و كانت رهف ملقاة على الأرض تتألم لأنها جرحت رجلها عندما همت بالهروب و عند وصوله و بغير شعور ابعد بيديه الكبيرتين شعر رهف الأحمر و قال أنا جد آسف لم أكن أرى صدقيني و رهف تبكي و رفعت عينيها عندما لامست يداه شعرها و نظرت إلى عينه فذهل فؤاد من جمالها و تلاقت أعينهما لأول مرة و بدأ صراخ الأشخاص يبتعد و يبتعد عنهما إلى أن توقف الزمن بهما و توقف كل الصراخ و لم يعد كل من رهف و فؤاد يسمعانه كان ينظر لها و يصفها بعينه كانت عيناهما تتحدث بلغة لم يفهمها أحد كان فؤاد يهم بنزع يده من شعرها لكنه لم يستطع و نظر إليها و أخذ يخرج في الكلمات بصعوبة كأن القلب هو الذي اخذ يتحدث و قال و هو يحنو على شعرها و يده تتلاعب بخصلات شعرها الطويل الأحمر آنستي أأنت بخير لم اقصد إيذائك لو كنت اعلم انك أنت لما فعلت ذلك كانت الكلمات تخرج و كان فؤاد يعرفها جيدا و كأنهما تقابلا مرة قبل هذه الحادثة فما إن رأى تلك الدمعة التي اخترقت صدره الذي لم يستطع تمالك نفسه و اخذ يسألها قولي لي انك بخير فأجابته بكلماتها الرقيقة ذات النغمات العذبة أنها تتألم من رجلها فقد جرحت كانت تقول ذلك و كأنها تعلم أنه يحس بها من دون كل الناس الواقفين مكان الحادث فأخذ يمسح دموعها بمنديله و قال أنا آسف عزيزتي لم أقصد ذلك و أعطاها المنديل لتمسك به بكل ما أوتيت من قوة لكي لا يضيع منها و اخذ يستأذنها إن استطاعت النهوض فيذهب بها للميتم لكي تعالج هناك فهو قريب فنظرت رهف و تذكرت كريم و أخذت تجوب بناظريها علها تلقاه فأعاد فؤاد كلماته ما قولك يا ملاكي أتذهبين فارتاحت لكلماته رهف و هزت رأسها بالإيجاب نعم و في تلك اللحظات رفع فؤاد رأسه غير انه يجد شخص أمامه راح يلكمه بكل ما أوتي من قوة و يصرخ في وجهه لماذا فعلت ذلك ما ذنبها هي لتفعل بها هذا سوف أقتلك أيها المتوحش لمحاولة قتل صغيرتي و أختي رهف و الناس تتفرج لم تستطيع ردع هذا الشخص فأخذت رهف بالبكاء و التوسل لا لا تفعل ذلك أرجوك لم يكن ذنبه أنا المخطئة فسمعها و توقف عن الضرب فقد كان ذلك كريم هو المتوحش الذي اقبل يضرب فؤاد فنظر إلى رهف و قال رهف مابك لقد آذاك لا أستطيع تركه ليفلت بفعلته فهزت رأسها رهف بالنفي و قالت لا تفعل ذلك لم يكن يقصد فنهض فؤاد من الأرض و اعتذر لكريم من تصرفه و انه لم يقصد إيذاء الملاك الصغيرة فنهره كريم و قال لا تقل عنها ملاك لو كنت تعلم أنها كذلك لما لمست شعرة منها فنظر فؤاد بكل لطف و رقة لرهف و قال آنستي أتسمحين أن أقلك لكي تعالج جروحك قبلت رهف ذلك بشرط أن يذهب معها كريم فنقلوها إلى الميتم حيث ضمد جرح ساقها و كان فؤاد يتأملها لحظة بلحظة كأنه لا يريد أن ينسى أي تفصيل عنها و كانت رهف كل مرة تنظر إليه فتجده ينظر إليها فتخجل و تطأطئ رأسها فيزيد فؤاد لهيبه اشتعالا و لما أكملت هم كريم يحملها فبادر فؤاد قبله و قال أنا أساعدها فصرخ كريم في وجهه لا يكفي انك أذيتها خرج بها و اخذ الناس يهنئونها على سلامتها فاخبرها كريم انه آسف لأنها كانت فكرته بان يأتي بها إلى هنا فنظرت إليه و طمأنته أن لا يقلق و هي في قلبها تشكره لأنه أتى بها إلى هنا و طلبت منه أن يعيدها إلى ورودها الجميلة لكي تبدأ العمل فرفض رفضا قاطعا قائلا كيف لك أن تعمل و أنت هكذا مصابة فضحكت رهف و أجابته كريم انه مجرد خدش صغير و لا تقل لامي شيئا لأنها سوف ترتعب
و لنا بقية