المشاكل الزوجية بعيدا عن عيون الاطفال
المشاكل
الزوجية امر لابد منه بين الازواج فهو "ملح الزواج" ولكن علينا الانتباه
لكيفية تجنيب اطفالنا لهذه المشاكل وعدم الزج بهم فيها، وحول هذا الموضوع
وكيفية ابعاد الاطفال عن الخلافات الزوجية كان لنا هذا اللقاء مع د.هالة
اسبانيولي اخصائية التربية...
بكرا: من أي جيل يبدأ الطفل الوعي لخلافات الاهل؟
د.هالة: من جيل مبكر جداً يستطيع الطفل ان يشعر بغضب الاهل وحزنهم وحتى
قبل بلوغ السنة وهناك العديد من الابحاث التي تثبت ان الطفل في المرحلة
الجنينية يستطيع ان يشعر بحزن الام او غضبها، ونحن نعلم ان نفسية الام
الحامل تؤثر على الجنين من ناحية صحية، بالرغم من ان الطفل بجيل مبكر لا
يستطيع تفهم الخلافات الى انه يشعر بالتعابير الجيدة التي تعبر بدورها عن
حالتنا النفسية، اما فهم الخلافات فلا يمكن للطفل ان يفهمها الا في جيل
متأخر.
بكرا: ما تأثير هذه المشاكل على الطفل؟
د.هالة:
تؤثر هذه الخلافات من ناحيتين اولاً بان الطفل يشعر بهذه الخلافات وهذا
يؤثر على نفسيته ومن ناحية آخرى اذا كانت الام في حالة مزاجية سيئة لن
نستطيع منح طفلها ما يحتاجه والاهتمام المطلوب به، وحتى لو حضنت الام
طفلها يكون احتضانها له بعصبية.
فمن الصعب على الاهل ذوي الخلافات
المستمرة منح طفلهم الرعاية الكافية وهذا يؤثر كثيراً على نمو الطفل
ونفسيته، ومن المعروف اليوم ان العناية الكافية للطفل والحنان الذي يمنحه
الاهل لايؤثر فقط على نفسية الطفل بل على نموه بشكل سليم، ونموه العقلي.
فبحثي
لشهادة الدكتوراه يثبت ان الاهل الذين يتعاملون مع ابنائهم تعامل ايجابي
مبني على التقبل والاهتمام والحنان العاطفي يتطورون عقلياً اكثر من
الاطفال المحرومين من رعاية الاهل الذين يرفضون ابناءهم وتعاملهم معهم
بشكل سلبي.
فنجد ان هناك علاقة طردية فكلما كانت الخلافات الزوجية
اكثر حدة كلما زاد رفض الاهل لاطفالهم، فهناك العديد من الحالات يتم رفض
الاهل لابنائهم نتيجة الخلافات والمشاكل الزوجية، ففي هذه الحالات الاطفال
هم ضحية الخلافات، ولكن هناك حالات عكسية والتي نجد فيها الام البديل
بالعناية الكبيرة الموجهة لاطفالها وهنا التأثير احيانا يكون سلبي لان
العناية الشديدة يؤدي الى تضييق الخناق على الابناء.
فالوضع السليم هو الاهتمام بالطفل بشكل كاف ومنحه التقبل والحماية المطلوبة وعدم منحه بشكل زائد لهذه الرعاية.
بكرا: هل من الممكن للطفل ان يعيد في المستقبل الخلافات ذاتها؟ وهل هذا ينعكس على تربيته لابنائه؟
د.هالة: حقيقة وفي احيان عديدة ينقل الطفل التجارب التي يعيشها حتى بدون
رضاه عن هذه الامور التي من الممكن ان يعتبرها خلافات سلبية ان ينقلها
فيما بعد، فمن المعروف ان الطفل الذي ينشأ في جو محاط بالعنف يصبح هو
ايضاً عنيفاً، ويمكن ان يستعمل هذا العنف بالمستقبل لتربية اطفاله بدون
سيطرة وليس لانه يريد اعادة هذه التجربة ولكن بدون ادراك وسيطرة على ذاته
يكرر هذه الخلافات العنيفة نتيجة مشاعر داخلية تكونت لديه من خلال تجاربه
مع اهله وخاصة الطفل المعنف، فعندما يكون هناك جو من العنف يطغى على
العائلة، الطفل يكون الضحية لمثل هذه الاعمال من العنف من خلال الضرب،
فالطفل المعنف يترعرع مع مشاعر نقص ومشاعر ضغط والشعور بالعجز، فهذه
المشاعر تسيطر عليه في المستقبل بدون وعي لخطورة هذه المشاعر وانعكاسها
على الافعال التي يقوم بها.
وايضاً الاطفال الاناث يعانون من هذه
المشكلة وليس فقط الاطفال الذكور، فالامهات المعنفات في الصغر يصبحن امهات
عنيفات مع اطفالهم في المستقبل.
المشاكل
الزوجية امر لابد منه بين الازواج فهو "ملح الزواج" ولكن علينا الانتباه
لكيفية تجنيب اطفالنا لهذه المشاكل وعدم الزج بهم فيها، وحول هذا الموضوع
وكيفية ابعاد الاطفال عن الخلافات الزوجية كان لنا هذا اللقاء مع د.هالة
اسبانيولي اخصائية التربية...
بكرا: من أي جيل يبدأ الطفل الوعي لخلافات الاهل؟
د.هالة: من جيل مبكر جداً يستطيع الطفل ان يشعر بغضب الاهل وحزنهم وحتى
قبل بلوغ السنة وهناك العديد من الابحاث التي تثبت ان الطفل في المرحلة
الجنينية يستطيع ان يشعر بحزن الام او غضبها، ونحن نعلم ان نفسية الام
الحامل تؤثر على الجنين من ناحية صحية، بالرغم من ان الطفل بجيل مبكر لا
يستطيع تفهم الخلافات الى انه يشعر بالتعابير الجيدة التي تعبر بدورها عن
حالتنا النفسية، اما فهم الخلافات فلا يمكن للطفل ان يفهمها الا في جيل
متأخر.
بكرا: ما تأثير هذه المشاكل على الطفل؟
د.هالة:
تؤثر هذه الخلافات من ناحيتين اولاً بان الطفل يشعر بهذه الخلافات وهذا
يؤثر على نفسيته ومن ناحية آخرى اذا كانت الام في حالة مزاجية سيئة لن
نستطيع منح طفلها ما يحتاجه والاهتمام المطلوب به، وحتى لو حضنت الام
طفلها يكون احتضانها له بعصبية.
فمن الصعب على الاهل ذوي الخلافات
المستمرة منح طفلهم الرعاية الكافية وهذا يؤثر كثيراً على نمو الطفل
ونفسيته، ومن المعروف اليوم ان العناية الكافية للطفل والحنان الذي يمنحه
الاهل لايؤثر فقط على نفسية الطفل بل على نموه بشكل سليم، ونموه العقلي.
فبحثي
لشهادة الدكتوراه يثبت ان الاهل الذين يتعاملون مع ابنائهم تعامل ايجابي
مبني على التقبل والاهتمام والحنان العاطفي يتطورون عقلياً اكثر من
الاطفال المحرومين من رعاية الاهل الذين يرفضون ابناءهم وتعاملهم معهم
بشكل سلبي.
فنجد ان هناك علاقة طردية فكلما كانت الخلافات الزوجية
اكثر حدة كلما زاد رفض الاهل لاطفالهم، فهناك العديد من الحالات يتم رفض
الاهل لابنائهم نتيجة الخلافات والمشاكل الزوجية، ففي هذه الحالات الاطفال
هم ضحية الخلافات، ولكن هناك حالات عكسية والتي نجد فيها الام البديل
بالعناية الكبيرة الموجهة لاطفالها وهنا التأثير احيانا يكون سلبي لان
العناية الشديدة يؤدي الى تضييق الخناق على الابناء.
فالوضع السليم هو الاهتمام بالطفل بشكل كاف ومنحه التقبل والحماية المطلوبة وعدم منحه بشكل زائد لهذه الرعاية.
بكرا: هل من الممكن للطفل ان يعيد في المستقبل الخلافات ذاتها؟ وهل هذا ينعكس على تربيته لابنائه؟
د.هالة: حقيقة وفي احيان عديدة ينقل الطفل التجارب التي يعيشها حتى بدون
رضاه عن هذه الامور التي من الممكن ان يعتبرها خلافات سلبية ان ينقلها
فيما بعد، فمن المعروف ان الطفل الذي ينشأ في جو محاط بالعنف يصبح هو
ايضاً عنيفاً، ويمكن ان يستعمل هذا العنف بالمستقبل لتربية اطفاله بدون
سيطرة وليس لانه يريد اعادة هذه التجربة ولكن بدون ادراك وسيطرة على ذاته
يكرر هذه الخلافات العنيفة نتيجة مشاعر داخلية تكونت لديه من خلال تجاربه
مع اهله وخاصة الطفل المعنف، فعندما يكون هناك جو من العنف يطغى على
العائلة، الطفل يكون الضحية لمثل هذه الاعمال من العنف من خلال الضرب،
فالطفل المعنف يترعرع مع مشاعر نقص ومشاعر ضغط والشعور بالعجز، فهذه
المشاعر تسيطر عليه في المستقبل بدون وعي لخطورة هذه المشاعر وانعكاسها
على الافعال التي يقوم بها.
وايضاً الاطفال الاناث يعانون من هذه
المشكلة وليس فقط الاطفال الذكور، فالامهات المعنفات في الصغر يصبحن امهات
عنيفات مع اطفالهم في المستقبل.