بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى حمدا طيبا مباركا فيه ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد:
* مقدمة :
طرق التفسير :
1-تفسير القرآن بالقرآن .
2-تفسير القرآن بالسنة .
3-تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين .
وتسميتها بطرق التفسير لعلها أخذت من مقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله [ مقدمة في أصول التفسير ] وهي في الحقيقة مصادر للتفسير ؛ فتفسير القرآن بالقرآن على سبيل المثال أوثق مصدر للتفسير ، فهو من جهة مصدر للتفسير ، ولكن كيفية الاستفادة من هذا المصدر هي التي يمكن أن تسمى طريقة .
المصدر الأول : وهو تفسير القرآن بالقرآن :
الله سبحانه وتعالى أعلم بمعاني كلامه ؛ لذلك إذا وجدت معنى الآية في القرآن الكريم فاشدد بها يدك ؛ فالله سبحانه وتعالى قد يجمل في موضع من كتابه الكريم ثم يبين في موضع آخر ،فيحمل المجمل على المبين ، ولكن هذا لا يتأتى إلا للعالم بالقرآن الكريم .
1-أول من بدأ تفسير القرآن بالقرآن .
أول من بدأ تفسير القرآن بالقرآن هو النبي صلى الله عليه وسلم ، مثال ذلك :
ما ورد في حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ، فعندما نزل قوله تعالى في سورة الأنعام :
{الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ }[82] ، ففهم الصحابة رضي الله عنهم هنا أن المقصود بالظلم هو مطلق الظلم ، وهذا فهم صحيح ويستقيم مع قواعد الاستنباط وقواعد اللغة العربية ؛ ولذلك قال الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم : " وأينا لا يظلم نفسه يا رسول الله " فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" ليس الذي تعنون ، ألم تسمعوا قول العبد الصالح [ المقصود لقمان ] :
{ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }[لقمان:13] " أهـ
ففسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم هنا بمعنى خاص وهو الشرك المصطلح الإسلامي الجديد ؛ فالذي يشرك مع الله أحدا في عبادته مع الله يسمى مشرك في الإسلام ؛ فحمل النبي صلى الله عليه وسلم معنى الظلم العام على معنى خاص للظلم وهو الشرك اعتمادا على آية قرآنية ، وهذه سنة سنها النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن بالقرآن ، وقد سار الصحابة والتابعين وأتباعهم والمفسرين الأولين على هذا المنهج ، كل على حسب الفهم الذي رزقه إياه ربه سبحانه وتعالى لكتابه الكريم .
2- أقسام تفسير القرآن بالقرآن :
القسم الأول : تفسير القرآن للقرآن :
تفسير القرآن للقرآن هو ما جاء بيان القرآن فيه واضحا لا خلاف في دلالته على تفسير الآية ، وهو ما كانت دلالة القرآن فيه على الآية المفسرة لا خلاف فيها ، مثاله :
أ- ما يكون البيان فيه متصلا :
مثال ذلك :
قال الله سبحانه وتعالى :
{وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ } {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ }{النَّجْمُ الثَّاقِبُ }[الطارق آية:1-2-3] .
فلا خلاف في تفسير الطارق ؛ لأنه جاء في الآية نفسها ، فالطارق هو النجم الثاقب ، فتفسير القرآن للقرآن يقول العلماء ما كان بينان القرآن للقرآن فيه متصلا في نفس السياق في نفس الآية .
ب- ما كان البيان فيه منفصلا :
وهو أن تأتي الآية في موضع ، ويأتي تفسيرها في موضع آخر منفصلا عنها ، إما في نفس السورة وإما في سورة أخرى ، ويجتمع مع النوع الأول بأنه لا خلاف بأنه لا خلاف في أن هذه الآية تفسير لهذه الآية ، مثاله :
قال تعالى :
{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }[الفاتحة:2]
ما معنى العالمين ؟
وجدنا أنه سبحانه وتعالى قال في آية أخرى :
{قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ }{قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا }[الشعراء: 23-24] فكل ما سوى الله تعالى السماوات والأرض وما بينهما المقصود بالعالمين .
يتبع بإذن الله تعالى ...
الحمد لله تعالى حمدا طيبا مباركا فيه ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد:
اختصار محاضرة تفسير القرآن بالقرآن والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم .
للشيخ الدكتور : عبدالرحمن بن معاضة الشهري حفظه الله تعالى.
محاضرة مقتطفة من الدورة العلمية بداية المفسر .
للشيخ الدكتور : عبدالرحمن بن معاضة الشهري حفظه الله تعالى.
محاضرة مقتطفة من الدورة العلمية بداية المفسر .
* مقدمة :
طرق التفسير :
1-تفسير القرآن بالقرآن .
2-تفسير القرآن بالسنة .
3-تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين .
وتسميتها بطرق التفسير لعلها أخذت من مقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله [ مقدمة في أصول التفسير ] وهي في الحقيقة مصادر للتفسير ؛ فتفسير القرآن بالقرآن على سبيل المثال أوثق مصدر للتفسير ، فهو من جهة مصدر للتفسير ، ولكن كيفية الاستفادة من هذا المصدر هي التي يمكن أن تسمى طريقة .
المصدر الأول : وهو تفسير القرآن بالقرآن :
الله سبحانه وتعالى أعلم بمعاني كلامه ؛ لذلك إذا وجدت معنى الآية في القرآن الكريم فاشدد بها يدك ؛ فالله سبحانه وتعالى قد يجمل في موضع من كتابه الكريم ثم يبين في موضع آخر ،فيحمل المجمل على المبين ، ولكن هذا لا يتأتى إلا للعالم بالقرآن الكريم .
1-أول من بدأ تفسير القرآن بالقرآن .
أول من بدأ تفسير القرآن بالقرآن هو النبي صلى الله عليه وسلم ، مثال ذلك :
ما ورد في حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ، فعندما نزل قوله تعالى في سورة الأنعام :
{الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ }[82] ، ففهم الصحابة رضي الله عنهم هنا أن المقصود بالظلم هو مطلق الظلم ، وهذا فهم صحيح ويستقيم مع قواعد الاستنباط وقواعد اللغة العربية ؛ ولذلك قال الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم : " وأينا لا يظلم نفسه يا رسول الله " فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" ليس الذي تعنون ، ألم تسمعوا قول العبد الصالح [ المقصود لقمان ] :
{ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }[لقمان:13] " أهـ
ففسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم هنا بمعنى خاص وهو الشرك المصطلح الإسلامي الجديد ؛ فالذي يشرك مع الله أحدا في عبادته مع الله يسمى مشرك في الإسلام ؛ فحمل النبي صلى الله عليه وسلم معنى الظلم العام على معنى خاص للظلم وهو الشرك اعتمادا على آية قرآنية ، وهذه سنة سنها النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن بالقرآن ، وقد سار الصحابة والتابعين وأتباعهم والمفسرين الأولين على هذا المنهج ، كل على حسب الفهم الذي رزقه إياه ربه سبحانه وتعالى لكتابه الكريم .
2- أقسام تفسير القرآن بالقرآن :
القسم الأول : تفسير القرآن للقرآن :
تفسير القرآن للقرآن هو ما جاء بيان القرآن فيه واضحا لا خلاف في دلالته على تفسير الآية ، وهو ما كانت دلالة القرآن فيه على الآية المفسرة لا خلاف فيها ، مثاله :
أ- ما يكون البيان فيه متصلا :
مثال ذلك :
قال الله سبحانه وتعالى :
{وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ } {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ }{النَّجْمُ الثَّاقِبُ }[الطارق آية:1-2-3] .
فلا خلاف في تفسير الطارق ؛ لأنه جاء في الآية نفسها ، فالطارق هو النجم الثاقب ، فتفسير القرآن للقرآن يقول العلماء ما كان بينان القرآن للقرآن فيه متصلا في نفس السياق في نفس الآية .
ب- ما كان البيان فيه منفصلا :
وهو أن تأتي الآية في موضع ، ويأتي تفسيرها في موضع آخر منفصلا عنها ، إما في نفس السورة وإما في سورة أخرى ، ويجتمع مع النوع الأول بأنه لا خلاف بأنه لا خلاف في أن هذه الآية تفسير لهذه الآية ، مثاله :
قال تعالى :
{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }[الفاتحة:2]
ما معنى العالمين ؟
وجدنا أنه سبحانه وتعالى قال في آية أخرى :
{قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ }{قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا }[الشعراء: 23-24] فكل ما سوى الله تعالى السماوات والأرض وما بينهما المقصود بالعالمين .
يتبع بإذن الله تعالى ...