على بعد اقل من شهرين من انطلاق نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا لم يحسم المدرب رابح سعدان بعد في هوية الحارس الأساسي للمنتخب الجزائري في هذا العرس العالمي.
ورغم أن العديد من المراكز تعاني في ظل الاعطاب التي لحقت بعدد معتبر من اللاعبين الذين لا احد كان يشك في إمكانية زعزعة مكانتهم من الخضر إلا أن منصب حارس المرمى ونظرا لحساسيته في تماسك أي فريق يبقى الأهم بالنسبة لأي مدرب في العالم نظرا لتأثيراته الايجابية أو السلبية على بقية اعضاء الفريق.
مدرب منتخب "الديوك" الذي لم يحسم بين فابيان بارتيز وغريغوري كوبيه إلا في آخر لحظة.
وجدا صعوبة في الاختيار بين حارسين يتمتعان بمستوى عال جدا ومتقارب يصعب التمييز بينهما وأي خيار سيكون في النهاية خيارا صائبا بغض النظر عن النتائج المسجلة، وسيلقى معارضين مثلما يلقى مؤيدين بل وحتى الحارس الثالث سواء روست الألماني أو ليوندرو الفرنسي.
في حين أن مدرب المنتخب الجزائري أمامه حالة تختلف من حيث مستوى الحراس الثلاثة الذين من المفروض أن يختار احدهم حارسا أساسيا. ففوزي شاوشي الذي كان الجميع يرشحه ليكون الحارس الأول للخضر، ليس في المونديال فحسب وإنما في السنوات القادمة بعد الدور الهام والأداء الباهر الذي قدمه في المباراة الفاصلة ضد المنتخب المصري في السودان مستغلا عقوبة الإيقاف التي تعرض لها الحارس وناس قواوي، ولا يزال امر شاوشي غامضا فيما يتعلق بمشاركته في المونديال من عدمها بعد ان قرر سعدان الاستغناء عنه مباشرة فور اختتام بطولة أمم إفريقيا، رغم بعض المعطيات التي توحي بأنه في طريقه للعفو عنه.
وهناك من يعارض الشيخ رابح سعدان في اسناد حراسة عرين الخضر لشاوشي ويرى هؤلاء المعارضون ان مثل هذا الاختيار ييعتبر مغامرة ليس بسبب قلة إمكانياته الفنية أو البدنية المشهود له بها، بل لأن تصرفه مع الحكم البنيني كوفي كودجا في مباراة نصف النهائي ضد المنتخب المصري في انغولا قد يتكرر في جنوب إفريقيا لكونه يفتقر التجربة والخبرة ويعاني من الاندفاع احيانا بغية تحقيق الانتصار،وهذا ما يفقده التروي في سلوكه. ومثل هذا الاندفاع الخاطئ سيؤثر على أدائه وعلى ثبات نفسيته وعلى اداء الفريق ككل، مما يقوده الى ارتكاب أخطاء سواء ضد الحكم أو ضد لاعب منافس أو حتى بتلقي أهداف سهلة. وخير دليل على ذلك ما فعله عدة مرات عندما كان في شبيبة القبائل أو حاليا مع وفاق سطيف وآخرها كانت قبيل أيام باستفزازه للجمهور أمام اولمبيك الشلف في نصف نهائي الكأس المحلية.
ويرى المعارضون لاختيار شاوشي ان منافسة عالية المستوى مثل كأس العالم واللعب أمام منتخبات قوية مثل انجلترا، تتطلب حارسا ذا تجربة وخبرة ما يجعله صمام أمان لزملائه المدافعين. ويستدلون في ذلك بأن جل المنتخبات وعلى مر تاريخ نهائيات المونديال كان مدربوها يستعينون بحراس من كبار السن على غرار دينو دزوف وبوفون مع ايطاليا، وكان وليمان مع ألمانيا وديدا وتفاريل مع البرازيل ودفيد جيمس ودافيد سيمان وبيتر شيلتون مع انجلترا وغيرهم.
بالمقابل فان المنتخب المغربي دفع الثمن غاليا عندما اعتمد على حارس قليل الخبرة مثل إدريس بن زكري في مونديال فرنسا 1998 وفضله المدرب الفرنسي هنري ميشال على حارس متمرس مثل البرازي وبرأي هؤلاء فان حارس اولمبيك الشلف المخضرم وناس قواوي هو الأحق والأجدر ليكون الحارس الأول للخضر في جنوب إفريقيا لأسباب أخرى تضاف لعامل الخبرة، فهو بنظرهم يتمتع بمستوى فني لا يختلف عليه اثنان والدليل على ذلك انه بقي الحارس الأول للخضر منذ انضمامه إليهم السنة 2002 ونال ثقة جميع المدربين الذين تداولوا على تدريبهم على كثرتهم رغم وجود حراس آخرين، وظل أهلا لتلك الثقة لسبب بسيط هو أداؤه المتميز في كل المباريات التي لعبها.
ومعروف عن وناس قواوي انه قلما ارتكب اخطاءً مؤثرة على نتيجة المباريات بل العكس هو الصحيح، فهو كثيرا ما انقذ عرينه من أهداف محققة وحتى الأهداف التي تلقاها في تصفيات المونديال لا يتحمل مسؤوليتها.
أما عن الأداء الهزيل الذي قدمه في المباراة الأخيرة امام منتخب صربيا فيعتبرونها مجرد كبوة يتعرض لها أي لاعب في العالم خاصة انه كان عائدا لتوه من إصابة ويعاني من عدم الجاهزية وسرعان ما استعاد مستواه في فريق الشلف في الدوري المحلي.
كما ان قواوي يتمتع بميزات أخرى لفائدة المنتخب أهمها الهدوء المترسخ لديه والحفاظ على أعصاب فولاذية حتى في أحلك الأوقات داخل وخارج الميدان مثلما فعل ذلك في مباراة مصر في القاهرة إذ بقي على هدوئه رغم تلقيه هدفا مبكرا وفي مباراة رواندا في الجزائر. وبإمكان قواوي أن يكون قائدا حتى بدون شارة كما انه لا يتوقف عن تقديم النصائح والارشادات لزملائه المدافعين دون إثارة أعصابهم ودون معاتبتهم على أخطائهم وهو ما جعله يتفادى الحصول على البطاقات إلا ما ندر منها.
وبالمقابل فهناك معسكر آخر من تقنيين وإعلاميين ومن الشارع الرياضي يساند شاوشي وينصح الشيخ بإعادة إدماجه مع الخضر وإشراكه أساسيا في المونديال واسبابهم في ذلك أن قواوي شاخ وانتهى زمنه وان الزمن القادم هو زمن شاوشي بعدما برهن فنيا على انه حارس بارع رغم انه لم يلعب سوى خمس مباريات رسمية مع المنتخب.
وأما بخصوص اندفاعه وانفعاله فهم يرون ان مسؤولية ترويضه تقع أيضا على عاتق المحيطين به وخصوصا الطاقم الفني الذي يجب عليه توعيته بثقل المسؤولية الملقاة على كاهله وإبراز عيوبه التي تقلل من أدائه.
وبين هذا الرأي وذاك، هناك وجهة نظر ثالثة يطالب أصحابها سعدان بالتحلي بالشجاعة والاستعانة بحارس ثالث ما دام الدوري المحلي يزخر بالعديد من الأسماء اللامعة التي لا يقل مستواها عن مستوى قواوي أو شاوشي اللهم إلا في ما يتعلق بفارق التجربة على غرار محمد زماموش وسي محمد سيدريك ومالك عسلة ونسيم اوسرير واحمد فلاح.
ويرىاصحاب هذا الرأي أن الوقت قد حان لفتح أبواب المنتخب للحارس الأفضل في الوقت الراهن بغض النظر عن عدد المباريات التي لعبها معه وإهمال هذه المواهب في هذا الوقت الحساس قد يؤدي الى أزمة في مركز حارس المرمى تماما كالتي مر بها المنتخب الألماني بعد اعتزال كان وليمان.
ويعزز اصحاب هذا الخيار دوافعهم بشواهد يستدلون بها وأبرزها الحارس العربي الهادي الذي رافق الخضر إلى مونديال المكسيك 1986 مع نصر الدين دريد ومراد عمارة على حساب أصحاب التجربة والخبرة مهدي سرباح وأمين بغلول وياسين بن طلعة والصادق ومع ذلك كان في مستوى التطلعات.
ورغم أن العديد من المراكز تعاني في ظل الاعطاب التي لحقت بعدد معتبر من اللاعبين الذين لا احد كان يشك في إمكانية زعزعة مكانتهم من الخضر إلا أن منصب حارس المرمى ونظرا لحساسيته في تماسك أي فريق يبقى الأهم بالنسبة لأي مدرب في العالم نظرا لتأثيراته الايجابية أو السلبية على بقية اعضاء الفريق.
مدرب منتخب "الديوك" الذي لم يحسم بين فابيان بارتيز وغريغوري كوبيه إلا في آخر لحظة.
وجدا صعوبة في الاختيار بين حارسين يتمتعان بمستوى عال جدا ومتقارب يصعب التمييز بينهما وأي خيار سيكون في النهاية خيارا صائبا بغض النظر عن النتائج المسجلة، وسيلقى معارضين مثلما يلقى مؤيدين بل وحتى الحارس الثالث سواء روست الألماني أو ليوندرو الفرنسي.
في حين أن مدرب المنتخب الجزائري أمامه حالة تختلف من حيث مستوى الحراس الثلاثة الذين من المفروض أن يختار احدهم حارسا أساسيا. ففوزي شاوشي الذي كان الجميع يرشحه ليكون الحارس الأول للخضر، ليس في المونديال فحسب وإنما في السنوات القادمة بعد الدور الهام والأداء الباهر الذي قدمه في المباراة الفاصلة ضد المنتخب المصري في السودان مستغلا عقوبة الإيقاف التي تعرض لها الحارس وناس قواوي، ولا يزال امر شاوشي غامضا فيما يتعلق بمشاركته في المونديال من عدمها بعد ان قرر سعدان الاستغناء عنه مباشرة فور اختتام بطولة أمم إفريقيا، رغم بعض المعطيات التي توحي بأنه في طريقه للعفو عنه.
وهناك من يعارض الشيخ رابح سعدان في اسناد حراسة عرين الخضر لشاوشي ويرى هؤلاء المعارضون ان مثل هذا الاختيار ييعتبر مغامرة ليس بسبب قلة إمكانياته الفنية أو البدنية المشهود له بها، بل لأن تصرفه مع الحكم البنيني كوفي كودجا في مباراة نصف النهائي ضد المنتخب المصري في انغولا قد يتكرر في جنوب إفريقيا لكونه يفتقر التجربة والخبرة ويعاني من الاندفاع احيانا بغية تحقيق الانتصار،وهذا ما يفقده التروي في سلوكه. ومثل هذا الاندفاع الخاطئ سيؤثر على أدائه وعلى ثبات نفسيته وعلى اداء الفريق ككل، مما يقوده الى ارتكاب أخطاء سواء ضد الحكم أو ضد لاعب منافس أو حتى بتلقي أهداف سهلة. وخير دليل على ذلك ما فعله عدة مرات عندما كان في شبيبة القبائل أو حاليا مع وفاق سطيف وآخرها كانت قبيل أيام باستفزازه للجمهور أمام اولمبيك الشلف في نصف نهائي الكأس المحلية.
ويرى المعارضون لاختيار شاوشي ان منافسة عالية المستوى مثل كأس العالم واللعب أمام منتخبات قوية مثل انجلترا، تتطلب حارسا ذا تجربة وخبرة ما يجعله صمام أمان لزملائه المدافعين. ويستدلون في ذلك بأن جل المنتخبات وعلى مر تاريخ نهائيات المونديال كان مدربوها يستعينون بحراس من كبار السن على غرار دينو دزوف وبوفون مع ايطاليا، وكان وليمان مع ألمانيا وديدا وتفاريل مع البرازيل ودفيد جيمس ودافيد سيمان وبيتر شيلتون مع انجلترا وغيرهم.
بالمقابل فان المنتخب المغربي دفع الثمن غاليا عندما اعتمد على حارس قليل الخبرة مثل إدريس بن زكري في مونديال فرنسا 1998 وفضله المدرب الفرنسي هنري ميشال على حارس متمرس مثل البرازي وبرأي هؤلاء فان حارس اولمبيك الشلف المخضرم وناس قواوي هو الأحق والأجدر ليكون الحارس الأول للخضر في جنوب إفريقيا لأسباب أخرى تضاف لعامل الخبرة، فهو بنظرهم يتمتع بمستوى فني لا يختلف عليه اثنان والدليل على ذلك انه بقي الحارس الأول للخضر منذ انضمامه إليهم السنة 2002 ونال ثقة جميع المدربين الذين تداولوا على تدريبهم على كثرتهم رغم وجود حراس آخرين، وظل أهلا لتلك الثقة لسبب بسيط هو أداؤه المتميز في كل المباريات التي لعبها.
ومعروف عن وناس قواوي انه قلما ارتكب اخطاءً مؤثرة على نتيجة المباريات بل العكس هو الصحيح، فهو كثيرا ما انقذ عرينه من أهداف محققة وحتى الأهداف التي تلقاها في تصفيات المونديال لا يتحمل مسؤوليتها.
أما عن الأداء الهزيل الذي قدمه في المباراة الأخيرة امام منتخب صربيا فيعتبرونها مجرد كبوة يتعرض لها أي لاعب في العالم خاصة انه كان عائدا لتوه من إصابة ويعاني من عدم الجاهزية وسرعان ما استعاد مستواه في فريق الشلف في الدوري المحلي.
كما ان قواوي يتمتع بميزات أخرى لفائدة المنتخب أهمها الهدوء المترسخ لديه والحفاظ على أعصاب فولاذية حتى في أحلك الأوقات داخل وخارج الميدان مثلما فعل ذلك في مباراة مصر في القاهرة إذ بقي على هدوئه رغم تلقيه هدفا مبكرا وفي مباراة رواندا في الجزائر. وبإمكان قواوي أن يكون قائدا حتى بدون شارة كما انه لا يتوقف عن تقديم النصائح والارشادات لزملائه المدافعين دون إثارة أعصابهم ودون معاتبتهم على أخطائهم وهو ما جعله يتفادى الحصول على البطاقات إلا ما ندر منها.
وبالمقابل فهناك معسكر آخر من تقنيين وإعلاميين ومن الشارع الرياضي يساند شاوشي وينصح الشيخ بإعادة إدماجه مع الخضر وإشراكه أساسيا في المونديال واسبابهم في ذلك أن قواوي شاخ وانتهى زمنه وان الزمن القادم هو زمن شاوشي بعدما برهن فنيا على انه حارس بارع رغم انه لم يلعب سوى خمس مباريات رسمية مع المنتخب.
وأما بخصوص اندفاعه وانفعاله فهم يرون ان مسؤولية ترويضه تقع أيضا على عاتق المحيطين به وخصوصا الطاقم الفني الذي يجب عليه توعيته بثقل المسؤولية الملقاة على كاهله وإبراز عيوبه التي تقلل من أدائه.
وبين هذا الرأي وذاك، هناك وجهة نظر ثالثة يطالب أصحابها سعدان بالتحلي بالشجاعة والاستعانة بحارس ثالث ما دام الدوري المحلي يزخر بالعديد من الأسماء اللامعة التي لا يقل مستواها عن مستوى قواوي أو شاوشي اللهم إلا في ما يتعلق بفارق التجربة على غرار محمد زماموش وسي محمد سيدريك ومالك عسلة ونسيم اوسرير واحمد فلاح.
ويرىاصحاب هذا الرأي أن الوقت قد حان لفتح أبواب المنتخب للحارس الأفضل في الوقت الراهن بغض النظر عن عدد المباريات التي لعبها معه وإهمال هذه المواهب في هذا الوقت الحساس قد يؤدي الى أزمة في مركز حارس المرمى تماما كالتي مر بها المنتخب الألماني بعد اعتزال كان وليمان.
ويعزز اصحاب هذا الخيار دوافعهم بشواهد يستدلون بها وأبرزها الحارس العربي الهادي الذي رافق الخضر إلى مونديال المكسيك 1986 مع نصر الدين دريد ومراد عمارة على حساب أصحاب التجربة والخبرة مهدي سرباح وأمين بغلول وياسين بن طلعة والصادق ومع ذلك كان في مستوى التطلعات.