أمــــــــــــــــــا بعـــــــــد
بين المدينة وتبوك .. كان المسلمين عائدين من الغزوة
وبهم التعب والإرهاق الشديد فخلد الجيش كله للنوم
.. بعد أن جمع صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا
.. وبعض أن تناول كل منهم تمرات معدودة هى كل غذاءه فى اليوم .مخيم الصمت على
المكان … ونام الجميع من كثرة الجهد الذى بذلوه
أملا فى الراحة والقدرة على المواصلة صباحا .
وقى جنبات المعسكر فى جوف الليل
قام عبد الله ابن مسعود ( رضى الله عنه ) لحاجته
.. فرأى شعله فى احد جوانب المعسكر
…. فأراد أن يطمئن ويعرف الخبر
.. لماذا هذه الشعلة فى هذا المكان من الليل … ؟
ولنتابع القصة من فم عبد الله ابن مسعود كما قالها
قال عبد الله بن مسعود: ( قمت من جوف الليل ، وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى
غزوة تبوك ، فرأيت شعلة من نار فى ناحية المعسكر ،
فاتبعتها أنظر إليها ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ،
وإذا عبد الله ذو البجادين المزنى قد مات ،
وإذا هم قد حفروا له ، والرسول صلى الله عليه وسلم فى حفرته ،
وأبو بكر وعمر يدليانه إليه ، وهو يقول : ( أدنيا إلىَ أخاكما ، فدلياه إليه ، فلما
هيأه لشقه قال : ( اللهم إنى أمسيت راض عنه فارض عنه
فقال عبد الله بن مسعود ( ياليتنى كنت صاحب هذه الحفرة )ا
تمنى عبد الله ابن مسعود أن يكون مكانه
تمنى أن يحمله ابو بكر وعمر رضى الله عنهما
تمنى أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو آخر من يودعه
تمنى أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم راض عنه
تمنى أن يكون مكانه
قارن بين هذا وبين أمنياتنا نحن اليوم …. وطول أملنا
… وتعلقنا بالدنيا
شاهد السيارات والفيلات والملابس والموضات
… وأنت تعرف ماذا نتمنى نحن
شاهد من قاموا بالليل وصلوا وعمروا مساجد الله
.. وأنت تدرك أن العيب فينا نحن
وفى أمنياتنا
ياليتنى كنت صاحب هذه الحفرةفمن منا منتهى أمله
… أن يكون طائعا لله
يستقر فى قبره والله راض عنه ورسول الله راض عنه .. صلى الله عليه وسلم ؟
ترى هل يوجد فى هذه الحفرة ومابعدها سعادة تفوق كل سعادة الدنيا …. ؟
اللــــــــــهم توفــــــــــانا وأنـت راض عنـــا يــــــــارب العالميــــــــــــــــــــن