مع اقتراب موعد العرس الكروي المشهود مونديال جنوب إفريقيا،
أضحى التنقل إلى بلاد منديلا الشغل الشاغل لأنصار المنتخب الوطني الذين
عبّر عدد كبير منهم عن استعدادهم للتضحية بالنفس والنفيس،
بغية تسجيل حضورهم في
المونديال والوقوف إلى جانب أشبال المدرب سعدان في كأس العالم، سيما وأن
الأمر يتعلق بعرس عالمي لا يتكرر إلا مرة في كل أربع سنوات، ومشاركة الخضر
فيه ليست منتظمة، بالنظر إلى المنافسة الشرسة لبلوغ هذا الهدف المنشود،
والظاهر أن رغبة الأنصار بتسجيل حضورهم في المونديال، وتشجيع منتخبهم لن
تكون سهلة المنال باعتبار أن الأمور لم تتضح إلى حد الآن، ولم يتم الشروع
في التسجيلات على مستوى الوكالات السياحية، ناهيك أن المبلغ المحدد لخوض
غمار هذه الرحلة والمقدر بأكثر من 27 مليون سنتيم وهو ليس في متناول
الجميع، وبغض النظر عن كل هذه الاعتبارات والصعاب لمسنا رغبة كبيرة عند عدد
كبير من الأنصار بالتنقل بدليل أنهم يبحثون عن الطريقة التي تمكنهم من
تسجيل أنفسهم من الآن وقبل فوات الآوان.
جوهانسبورغ جو... بر.. بحر
إن المتتبع لمباريات
المنتخب الوطني يلاحظ أن اللافتة المكتوب عليها "جوهانسبورغ
جو، بر، بحر" لم تفارق المدرجات سواء في المباريات الرسمية أو الودية، ولعل
هذا ما يؤكد رغبة أنصار المنتخب الوطني في التنقل وبقوة إلى جنوب إفريقيا
مادام أن الظروف أحسن بكثير مما كانت عليه في أنغولا المعروفة بالغلاء
الفاحش والتي حالت دون تنقل أعداد كبيرة من أنصار المنتخب، لكن هذه المرة
الظروف تختلف والأمر يتعلق بحدث كروي أكبر وهو المونديال، وبالتالي التوافد
الجماهيري سيكون أكبر والأكيد أن أنصار الخضر وحسب المعطيات التي بين
أيدينا سيسجلون حضورهم بقوة ويكونوا سندا كبيرا للخضر لتحقيق النتائج
الايجابية والمرور للدور الثاني.
الجوية الجزائرية تعهدت بنقل ألاف الأنصار
ولا يمكن أن نتحدث عن
تنقل قوي إلى جنوب إفريقيا دون أن نتحدث عن الخطوط الجوية الجزائرية التي
ساهمت بإسهاب في إنجاز الخضر، سواء بوضع كل إمكانياتها تحت تصرف الخضر أو
حرصها على تسهيل عملية نقل الأنصار كلما احتاج إليهم المنتخب، مثلما كان
عليه الحال في نوفمبر الفارط بمناسبة المباراة الفاصلة بالسودان، والتي
عرفت تنقل جمهور جزائري قياسي لمساندة الخضر، رغم بعد المسافة ومحدودية
الإمكانات باعتبار أن المباراة تزامنت مع موسم الحج.
تذكرة الطائرة مرشحة للانخفاض أكثر
بالمقابل وحسب ما
رصدناه، فإن تذكرة التنقل إلى جنوب إفريقيا والتي يقدر ثمنها حاليا بأكثر
من 27 مليون سنتيم مرشحة للتخفيض أكثر، إذا كان هناك مموليين جدد بإمكانهم
المساهمة في عملية نقل الأنصار، مثلما كان عليه الحال في موقعة أم درمان
وهو الأمر الذي يأمله جل الأنصار باعتبار أنهم اشتكوا من غلاء التكاليف من
الجانب المادي والذي قد يحول دون بلوغهم لمناهم، بالمقابل نقل عدد كبير من
الأنصار هو مطلب اللاعبين والطاقم الفني الذين أكدوا على ضرورة حضور
الجمهور بقوة، بحكم أن عناصر التشكيلة أضحوا يستمدون قوتهم من الجمهور الذي
لا يختلف إثنان أنه نقطة قوة الفريق.
من الصعب تكرار سيناريو أم درمان
لقد إجتهدنا في محاولة
منا لطمأنة الأنصار بخصوص إمكانية نقل أعداد كبيرة منهم، ولكن تحرياتنا
أثبت أنه من الصعب جدا على الخطوط الجوية الجزائرية أن تكرر نفس سيناريو أم
درمان، باعتبار أن الأمر يتعلق بمنافسة كأس العالم والدور الأول منها يدوم
13 يوما، بالإضافة إلى بعد المسافة وكذا صعوبة التكلف بإيواء الأنصار
أثناء المواجهة، حيث سيتم نقل الأنصار ولكن ليس كما كان عليه الحال في
موقعة أم درمان، التي جاءت في ظروف خاصة ومعطيات مغايرة ولا تتكرر إلا
نادرا.
CNANخيبت الأنصار
وكان عدد كبير من
الأنصار يأملون في أن تأخذ البحرية الجزائرية زمام المبادرة على عاتقها
بالتكفل بنقل الأنصار بباخرة خاصة، تتحول إلى فندق عائم في الليل بالنسبة
للأنصار، ولكن البحرية الجزائرية وبعد أن درست القضية توصلت إلى أنه من غير
الممكن أن تقوم بهذه المبادرة بالرغم من أنها كانت قد تكون حتما أقل تكلفة
وممتعة جدا، سيما وأن الحدث سيجرى في فصل الصيف، وبالتالي خاب ظن عدد كبير
من أنصار المنتخب الوطني المحدودين الدخل الذين كانوا يعلقون آمالا كبيرة
على بلوغ مشارف جنوب إفريقيا بالباخرة.
التذاكر مقابل
جواز السفر
أقدمت الإتحادية
الجزائرية لكرة القدم، على اقتناء حصة الجزائر من التذاكر المخصصة لأنصارها
في المونديال ويقدر سعر التذكرة، حسب ما أكده رئيس الإتحادية في الندوة
الصحفية الأخيرة بين 120و140 دولار، وكل مناصر يقدم على تسجيل نفسه في
وكالات السفر المعتمدة والمخول لها نقل الأنصار بإمكانه اقتناء التذكرة بعد
عرض جواز سفره، كما تم إقرار هذا الإجراء ضمانا لعدم بيع التذاكر في السوق
السوداء سيما وأن "الفيفا" تحرص كثيرا على هذه الجوانب.
الأنصار يتقلبون
على الجمر... وهستيريا المونديال بدأت
باقتراب موعد العرس
الكروي الموعود، أضحى التنقل للمونديال على لسان العام والخاص، فكما يقول
المثل الشعبي المشهور"العين بصيرة واليد قصيرة" فهناك مفارقة كبيرة بين
رغبة الأنصار وقدراتهم المادية، وهذا ما نجم عنه هستيريا كبيرة في أوساط
الأنصار الذين يحلمون بتسجيل حضورهم في المونديال مهما كانت الصعاب التي
تعترض طريقهم، وفي هذا السياق نستحضر عدة أمثلة حية لأنصار ضحوا بأعز ما
يملكون علهم يتمكنوا من بلوغ مشارف بلاد، منديلا، التي ستكون عاصمة العالم
لا محالة من 11 جوان إلى 11 جويلية المقبل.
البعض ضحوا بـ "الكان" في سبيل المونديال
لا يختلف إثنان في أن
عددا كبيرا من أنصار المنتخب الوطني كانوا يرغبون في تسجيل حضورهم بأنغولا
لمساندة الخضر في كأس أمم إفريقيا، إلا أنهم لم يوفقوا في ذلك لعدة
اعتبارات... أهمها أن بعضهم أو جُلهم من شريحة الموظفين، لم يتسن لهم
الحصول على ترخيص بالإجازة من المؤسسات التي يعملون فيها، ناهيك عن الغلاء
الفاحش في أنغولا فقرروا التضحية بـ "الكان" في سبيل المونديال، كما أن
جنوب إفريقيا أجمل وأحسن وأكثر استقطابا من أنغولا خاصة وأنها تحتضن أهم
حدث كروي على وجه الأرض وهو كأس العالم.
المغتربون منتظرون بقوة
وحسب آخر المستجدات التي
استقيناها، يرتقب أن تكون الجالية الجزائرية من أنصار الخضر المقيمة
بالخارج حاضرة بقوة في هذا العرس الكروي العالمي المشهود، من خلال تأكيدهم
على ضرورة تسجيل حضورهم واستنفاذهم للإجراءات الخاصة بالسفر من الآن،
حيث أن عددا كبيرا منهم سيتنقلون مباشرة إلى جنوب إفريقيا من
العواصم الأوروبية التي يقيمون بها إلى درجة أن بعضهم حصل على التذاكر
الخاصة بالمونديال، وعائلات بأكملها ستتنقل مادام أن الأمر يتعلق بالمنتخب
الوطني الجزائري الذي غاب عن هذا المحفل الدولي منذ أكثر من 24 سنة.
التنقل من الجزائر أقل تكلفة
اختار بعض المغتربين
الجزائريين المقيمن بأوربا التنقل إلى جنوب إفريقيا عبر الجزائر، بعد
إدراكهم أن هذا من شأنه أن يوفر لهم الجهد والمال، كما أن بعضهم خاض نفس
التجربة في المباريات السابقة سواء عندما تطلب الأمر التنقل إلى السودان أو
أنغولا. ويرون أن بلوغ مقصدهم من الجزائر يعد أحسن من التنقل من العواصم
الأوروبية، وهذا ما يجعلنا نجزم أن الطلب من قبل الأنصار سيكون أكثر من
العرض مادام أن الأماكن ضئيلة مقارنة بتطلعات الأنصار.
"الطومبولا" فرصة لربح رحلة
والملاحظ أن المسابقات
و"الطومبولات" كثرت في الآونة الأخيرة، وعادة ما تكون الجوائز المقترحة هي
رحلة لجنوب إفريقيا لمشاهدة المونديال عن كثب ومساندة الخضر، ولهذا سجلنا
إقبالا كبيرا من قبل الأنصار للمشاركة في هذه المسابقات أملا في تحقيق
معجزة -إن صح التعبير- والظفر برحلة تبقى حتما راسخة في الأذهان، وعادة
يتحول اهتمام الأنصار المحدودي الدخل لانتهاج هذه السبل لعل وعسى يكون
المشارك من المحظوظين، مادام أن عددا كبيرا من الأنصار بلغوا مناهم بهذه
الطريقة .
هزيمة صربيا جعلت بعض الأنصار يتراجعون
الأكيد أن كل الجزائريين
يأملون في أداء مشرف للخضر في المونديال بعد القفزة النوعية التي حققها
المنتخب في الآونة الأخيرة، ولكن هزيمة أشبال سعدان في المباراة الدولية
الودية الأخيرة أمام المنتخب الصربي، وبالرغم من أن المواجهة لاتعدوا أن
تكون ودية تحضيرية بدون نقاط إلا أنها أدخلت الشك في نفوس الأنصار
المتشائمين -إن صح التعبير-، حيث تراجع بعضهم عن فكرة التنقل إلى جنوب
إفريقيا خشية من العودة إلى الديار وهم يجرون أذيال هزائم ثقيلة مادام أن
المستوى العالي الخطأ يكلف فيه دفع الثمن "كاش".
تأجيل المواعيد الهامة إلى ما بعد المونديال
ولعل ما يؤكد أن كرة
القدم استحوذت على عقول الأنصار والمنتخب الوطني أضحى مقوما من مقومات
الجمهور الجزائري، هو أن بعض الأنصار الذين يعتزمون التنقل إلى جنوب
إفريقيا منهم من أجل حفل زفافه إلى موعد لاحق... ومنهم من ترك كل المواعيد
الهامة خلفه تحت شعار كل شيء يهون في سبيل الخضر، والأمثلة كثيرة من
الاتصالات الهاتفية التي تتهاطل علينا بالجملة من أنصار يعرضون حقائق تؤكد
مدى تعلقهم بالمنتخب، لكن المقام لا يسع لذكر كل هذه الأمثلة.
التربية اللطيف
منتظر بقوة
بالرغم من أن ظاهرة حضور
المناصرات لمباريات كرة القدم جديدة في المجتمع الجزائري، المعروف بتحفظه
الكبير وبتمسكه بالعادات والتقاليد إلا أن طلبات التسجيل للتنقل إلى جنوب
إفريقيا، لم يقتصر على العنصر الرجالي فقط. فالملاحظ أن الفتيات أيضا يهمهن
الأمر باعتبار أن عددا كبيرا منهن يعتزمن التنقل إلى جنوب إفريقيا ومساندة
رفقاء الوسيم يبدة عن كثب، كيف لا وشجعان المنتخب الوطني فاقوا كل
الاعتبارات واستحوذوا على عقول التربية اللطيف اللائي أصبحن طرفا مهما في
معادلة الخضر التي يصعب حلها.
مسألة التسجيلات مبهمة والأنصار يطالبون بتوضيحات
عشرات الآلاف من أنصار
المنتخب الوطني يسمعون بعملية التسجيلات للتنقل إلى جنوب إفريقيا عبر وسائل
الإعلام فقط، ولا يعرفون إلى أي جهة يولون وجوههم، باعتبار أن الأمور
التنظيمية ليست على أحسن مايرام ومبهمة بالنسبة لعدد كبير من الأنصار وهو
ما يستدعي توضيح الأمور بالنسبة للسلطات المعنية للأنصار، الذين ينتابهم
قلق كبير ويخشون من عدم تمكنهم من بلوغ هدفهم المرجوا المتمثل في حضور
مونديال جنوب إفريقيا، وبمرور الأيام واقتراب موعد المونديال يزداد قلقهم
سيما وأنهم لم يحصلوا إلى حد الآن على أي ضمانات أكيدة.
"جنوب إفريقيا رايحين زكارة في الحسادين"
شعار كل أنصار المنتخب
الوطني الذين يعولون على شد الرحال نحو بلاد البطل القومي نيلسون منديلا
"جنوب إفريقيا رايحين زكارة في الحسادين"، وتحمل هذه العبارة في طياتها عدة
دلائل أهمها معانات الخضر الكبيرة من أجل العودة إلى المحافل الدولية،
والمنافسة الشديدة خلال التصفيات لبلوغ هذا الهدف المنشود وأمور أخرى، جعلت
كل الأنصار يجزمون بأن كل شيء يهون في سبيل الخضر، أملا في أن يتمكن
المدرب سعدان في مواصلة سلسلة النتائج الايجابية وقيادة الخضر إلى إنجاز
تاريخي آخر يتمثل في التأهل إلى الدور الثاني من المونديال، سيما وأنه
اعتاد على إحداث المفاجآت من العيار الثقيل.
أضحى التنقل إلى بلاد منديلا الشغل الشاغل لأنصار المنتخب الوطني الذين
عبّر عدد كبير منهم عن استعدادهم للتضحية بالنفس والنفيس،
بغية تسجيل حضورهم في
المونديال والوقوف إلى جانب أشبال المدرب سعدان في كأس العالم، سيما وأن
الأمر يتعلق بعرس عالمي لا يتكرر إلا مرة في كل أربع سنوات، ومشاركة الخضر
فيه ليست منتظمة، بالنظر إلى المنافسة الشرسة لبلوغ هذا الهدف المنشود،
والظاهر أن رغبة الأنصار بتسجيل حضورهم في المونديال، وتشجيع منتخبهم لن
تكون سهلة المنال باعتبار أن الأمور لم تتضح إلى حد الآن، ولم يتم الشروع
في التسجيلات على مستوى الوكالات السياحية، ناهيك أن المبلغ المحدد لخوض
غمار هذه الرحلة والمقدر بأكثر من 27 مليون سنتيم وهو ليس في متناول
الجميع، وبغض النظر عن كل هذه الاعتبارات والصعاب لمسنا رغبة كبيرة عند عدد
كبير من الأنصار بالتنقل بدليل أنهم يبحثون عن الطريقة التي تمكنهم من
تسجيل أنفسهم من الآن وقبل فوات الآوان.
جوهانسبورغ جو... بر.. بحر
إن المتتبع لمباريات
المنتخب الوطني يلاحظ أن اللافتة المكتوب عليها "جوهانسبورغ
جو، بر، بحر" لم تفارق المدرجات سواء في المباريات الرسمية أو الودية، ولعل
هذا ما يؤكد رغبة أنصار المنتخب الوطني في التنقل وبقوة إلى جنوب إفريقيا
مادام أن الظروف أحسن بكثير مما كانت عليه في أنغولا المعروفة بالغلاء
الفاحش والتي حالت دون تنقل أعداد كبيرة من أنصار المنتخب، لكن هذه المرة
الظروف تختلف والأمر يتعلق بحدث كروي أكبر وهو المونديال، وبالتالي التوافد
الجماهيري سيكون أكبر والأكيد أن أنصار الخضر وحسب المعطيات التي بين
أيدينا سيسجلون حضورهم بقوة ويكونوا سندا كبيرا للخضر لتحقيق النتائج
الايجابية والمرور للدور الثاني.
الجوية الجزائرية تعهدت بنقل ألاف الأنصار
ولا يمكن أن نتحدث عن
تنقل قوي إلى جنوب إفريقيا دون أن نتحدث عن الخطوط الجوية الجزائرية التي
ساهمت بإسهاب في إنجاز الخضر، سواء بوضع كل إمكانياتها تحت تصرف الخضر أو
حرصها على تسهيل عملية نقل الأنصار كلما احتاج إليهم المنتخب، مثلما كان
عليه الحال في نوفمبر الفارط بمناسبة المباراة الفاصلة بالسودان، والتي
عرفت تنقل جمهور جزائري قياسي لمساندة الخضر، رغم بعد المسافة ومحدودية
الإمكانات باعتبار أن المباراة تزامنت مع موسم الحج.
تذكرة الطائرة مرشحة للانخفاض أكثر
بالمقابل وحسب ما
رصدناه، فإن تذكرة التنقل إلى جنوب إفريقيا والتي يقدر ثمنها حاليا بأكثر
من 27 مليون سنتيم مرشحة للتخفيض أكثر، إذا كان هناك مموليين جدد بإمكانهم
المساهمة في عملية نقل الأنصار، مثلما كان عليه الحال في موقعة أم درمان
وهو الأمر الذي يأمله جل الأنصار باعتبار أنهم اشتكوا من غلاء التكاليف من
الجانب المادي والذي قد يحول دون بلوغهم لمناهم، بالمقابل نقل عدد كبير من
الأنصار هو مطلب اللاعبين والطاقم الفني الذين أكدوا على ضرورة حضور
الجمهور بقوة، بحكم أن عناصر التشكيلة أضحوا يستمدون قوتهم من الجمهور الذي
لا يختلف إثنان أنه نقطة قوة الفريق.
من الصعب تكرار سيناريو أم درمان
لقد إجتهدنا في محاولة
منا لطمأنة الأنصار بخصوص إمكانية نقل أعداد كبيرة منهم، ولكن تحرياتنا
أثبت أنه من الصعب جدا على الخطوط الجوية الجزائرية أن تكرر نفس سيناريو أم
درمان، باعتبار أن الأمر يتعلق بمنافسة كأس العالم والدور الأول منها يدوم
13 يوما، بالإضافة إلى بعد المسافة وكذا صعوبة التكلف بإيواء الأنصار
أثناء المواجهة، حيث سيتم نقل الأنصار ولكن ليس كما كان عليه الحال في
موقعة أم درمان، التي جاءت في ظروف خاصة ومعطيات مغايرة ولا تتكرر إلا
نادرا.
CNANخيبت الأنصار
وكان عدد كبير من
الأنصار يأملون في أن تأخذ البحرية الجزائرية زمام المبادرة على عاتقها
بالتكفل بنقل الأنصار بباخرة خاصة، تتحول إلى فندق عائم في الليل بالنسبة
للأنصار، ولكن البحرية الجزائرية وبعد أن درست القضية توصلت إلى أنه من غير
الممكن أن تقوم بهذه المبادرة بالرغم من أنها كانت قد تكون حتما أقل تكلفة
وممتعة جدا، سيما وأن الحدث سيجرى في فصل الصيف، وبالتالي خاب ظن عدد كبير
من أنصار المنتخب الوطني المحدودين الدخل الذين كانوا يعلقون آمالا كبيرة
على بلوغ مشارف جنوب إفريقيا بالباخرة.
التذاكر مقابل
جواز السفر
أقدمت الإتحادية
الجزائرية لكرة القدم، على اقتناء حصة الجزائر من التذاكر المخصصة لأنصارها
في المونديال ويقدر سعر التذكرة، حسب ما أكده رئيس الإتحادية في الندوة
الصحفية الأخيرة بين 120و140 دولار، وكل مناصر يقدم على تسجيل نفسه في
وكالات السفر المعتمدة والمخول لها نقل الأنصار بإمكانه اقتناء التذكرة بعد
عرض جواز سفره، كما تم إقرار هذا الإجراء ضمانا لعدم بيع التذاكر في السوق
السوداء سيما وأن "الفيفا" تحرص كثيرا على هذه الجوانب.
الأنصار يتقلبون
على الجمر... وهستيريا المونديال بدأت
باقتراب موعد العرس
الكروي الموعود، أضحى التنقل للمونديال على لسان العام والخاص، فكما يقول
المثل الشعبي المشهور"العين بصيرة واليد قصيرة" فهناك مفارقة كبيرة بين
رغبة الأنصار وقدراتهم المادية، وهذا ما نجم عنه هستيريا كبيرة في أوساط
الأنصار الذين يحلمون بتسجيل حضورهم في المونديال مهما كانت الصعاب التي
تعترض طريقهم، وفي هذا السياق نستحضر عدة أمثلة حية لأنصار ضحوا بأعز ما
يملكون علهم يتمكنوا من بلوغ مشارف بلاد، منديلا، التي ستكون عاصمة العالم
لا محالة من 11 جوان إلى 11 جويلية المقبل.
البعض ضحوا بـ "الكان" في سبيل المونديال
لا يختلف إثنان في أن
عددا كبيرا من أنصار المنتخب الوطني كانوا يرغبون في تسجيل حضورهم بأنغولا
لمساندة الخضر في كأس أمم إفريقيا، إلا أنهم لم يوفقوا في ذلك لعدة
اعتبارات... أهمها أن بعضهم أو جُلهم من شريحة الموظفين، لم يتسن لهم
الحصول على ترخيص بالإجازة من المؤسسات التي يعملون فيها، ناهيك عن الغلاء
الفاحش في أنغولا فقرروا التضحية بـ "الكان" في سبيل المونديال، كما أن
جنوب إفريقيا أجمل وأحسن وأكثر استقطابا من أنغولا خاصة وأنها تحتضن أهم
حدث كروي على وجه الأرض وهو كأس العالم.
المغتربون منتظرون بقوة
وحسب آخر المستجدات التي
استقيناها، يرتقب أن تكون الجالية الجزائرية من أنصار الخضر المقيمة
بالخارج حاضرة بقوة في هذا العرس الكروي العالمي المشهود، من خلال تأكيدهم
على ضرورة تسجيل حضورهم واستنفاذهم للإجراءات الخاصة بالسفر من الآن،
حيث أن عددا كبيرا منهم سيتنقلون مباشرة إلى جنوب إفريقيا من
العواصم الأوروبية التي يقيمون بها إلى درجة أن بعضهم حصل على التذاكر
الخاصة بالمونديال، وعائلات بأكملها ستتنقل مادام أن الأمر يتعلق بالمنتخب
الوطني الجزائري الذي غاب عن هذا المحفل الدولي منذ أكثر من 24 سنة.
التنقل من الجزائر أقل تكلفة
اختار بعض المغتربين
الجزائريين المقيمن بأوربا التنقل إلى جنوب إفريقيا عبر الجزائر، بعد
إدراكهم أن هذا من شأنه أن يوفر لهم الجهد والمال، كما أن بعضهم خاض نفس
التجربة في المباريات السابقة سواء عندما تطلب الأمر التنقل إلى السودان أو
أنغولا. ويرون أن بلوغ مقصدهم من الجزائر يعد أحسن من التنقل من العواصم
الأوروبية، وهذا ما يجعلنا نجزم أن الطلب من قبل الأنصار سيكون أكثر من
العرض مادام أن الأماكن ضئيلة مقارنة بتطلعات الأنصار.
"الطومبولا" فرصة لربح رحلة
والملاحظ أن المسابقات
و"الطومبولات" كثرت في الآونة الأخيرة، وعادة ما تكون الجوائز المقترحة هي
رحلة لجنوب إفريقيا لمشاهدة المونديال عن كثب ومساندة الخضر، ولهذا سجلنا
إقبالا كبيرا من قبل الأنصار للمشاركة في هذه المسابقات أملا في تحقيق
معجزة -إن صح التعبير- والظفر برحلة تبقى حتما راسخة في الأذهان، وعادة
يتحول اهتمام الأنصار المحدودي الدخل لانتهاج هذه السبل لعل وعسى يكون
المشارك من المحظوظين، مادام أن عددا كبيرا من الأنصار بلغوا مناهم بهذه
الطريقة .
هزيمة صربيا جعلت بعض الأنصار يتراجعون
الأكيد أن كل الجزائريين
يأملون في أداء مشرف للخضر في المونديال بعد القفزة النوعية التي حققها
المنتخب في الآونة الأخيرة، ولكن هزيمة أشبال سعدان في المباراة الدولية
الودية الأخيرة أمام المنتخب الصربي، وبالرغم من أن المواجهة لاتعدوا أن
تكون ودية تحضيرية بدون نقاط إلا أنها أدخلت الشك في نفوس الأنصار
المتشائمين -إن صح التعبير-، حيث تراجع بعضهم عن فكرة التنقل إلى جنوب
إفريقيا خشية من العودة إلى الديار وهم يجرون أذيال هزائم ثقيلة مادام أن
المستوى العالي الخطأ يكلف فيه دفع الثمن "كاش".
تأجيل المواعيد الهامة إلى ما بعد المونديال
ولعل ما يؤكد أن كرة
القدم استحوذت على عقول الأنصار والمنتخب الوطني أضحى مقوما من مقومات
الجمهور الجزائري، هو أن بعض الأنصار الذين يعتزمون التنقل إلى جنوب
إفريقيا منهم من أجل حفل زفافه إلى موعد لاحق... ومنهم من ترك كل المواعيد
الهامة خلفه تحت شعار كل شيء يهون في سبيل الخضر، والأمثلة كثيرة من
الاتصالات الهاتفية التي تتهاطل علينا بالجملة من أنصار يعرضون حقائق تؤكد
مدى تعلقهم بالمنتخب، لكن المقام لا يسع لذكر كل هذه الأمثلة.
التربية اللطيف
منتظر بقوة
بالرغم من أن ظاهرة حضور
المناصرات لمباريات كرة القدم جديدة في المجتمع الجزائري، المعروف بتحفظه
الكبير وبتمسكه بالعادات والتقاليد إلا أن طلبات التسجيل للتنقل إلى جنوب
إفريقيا، لم يقتصر على العنصر الرجالي فقط. فالملاحظ أن الفتيات أيضا يهمهن
الأمر باعتبار أن عددا كبيرا منهن يعتزمن التنقل إلى جنوب إفريقيا ومساندة
رفقاء الوسيم يبدة عن كثب، كيف لا وشجعان المنتخب الوطني فاقوا كل
الاعتبارات واستحوذوا على عقول التربية اللطيف اللائي أصبحن طرفا مهما في
معادلة الخضر التي يصعب حلها.
مسألة التسجيلات مبهمة والأنصار يطالبون بتوضيحات
عشرات الآلاف من أنصار
المنتخب الوطني يسمعون بعملية التسجيلات للتنقل إلى جنوب إفريقيا عبر وسائل
الإعلام فقط، ولا يعرفون إلى أي جهة يولون وجوههم، باعتبار أن الأمور
التنظيمية ليست على أحسن مايرام ومبهمة بالنسبة لعدد كبير من الأنصار وهو
ما يستدعي توضيح الأمور بالنسبة للسلطات المعنية للأنصار، الذين ينتابهم
قلق كبير ويخشون من عدم تمكنهم من بلوغ هدفهم المرجوا المتمثل في حضور
مونديال جنوب إفريقيا، وبمرور الأيام واقتراب موعد المونديال يزداد قلقهم
سيما وأنهم لم يحصلوا إلى حد الآن على أي ضمانات أكيدة.
"جنوب إفريقيا رايحين زكارة في الحسادين"
شعار كل أنصار المنتخب
الوطني الذين يعولون على شد الرحال نحو بلاد البطل القومي نيلسون منديلا
"جنوب إفريقيا رايحين زكارة في الحسادين"، وتحمل هذه العبارة في طياتها عدة
دلائل أهمها معانات الخضر الكبيرة من أجل العودة إلى المحافل الدولية،
والمنافسة الشديدة خلال التصفيات لبلوغ هذا الهدف المنشود وأمور أخرى، جعلت
كل الأنصار يجزمون بأن كل شيء يهون في سبيل الخضر، أملا في أن يتمكن
المدرب سعدان في مواصلة سلسلة النتائج الايجابية وقيادة الخضر إلى إنجاز
تاريخي آخر يتمثل في التأهل إلى الدور الثاني من المونديال، سيما وأنه
اعتاد على إحداث المفاجآت من العيار الثقيل.