تأهل المنتخب الجزائري للمرة الأولى بعد 20 عاما إلى نصف نهائي بطولة الأمم الإفريقية المقامة في أنجولا، بعدما حول تأخره أمام نظيره الإيفواري وأسقطه بنتيجة (3-2)، خلال المباراة الملحمية التي جمعت الفريقين في دور الثمانية مساء الأحد، وامتدت أحداثها لشوطين إضافيين على استاد شيمانديلا في مدينة كابيندا.
كانت الجزائر قد تأهلت للمرة الأخيرة إلى نصف النهائي في بطولة إفريقيا في نسخة عام 1990 التي أقيمت على أرضها، وأحرزت لقبها للمرة الأولى.
وتنتظر الجزائر الفائز في مباراة مصر والكاميرون التي تقام مساء الاثنين، لمواجهته في نصف النهائي يوم الخميس.
سجل أهداف الجزائر كريم مطمور في الدقيقة الـ 41، ومجيد بوقرة في الدقيقة الـ 91، وعامر بوعزة في الدقيقة الثالثة من الشوط الإضافي الأول، بينما أحرز لكوت ديفوار كل من سالمون كالو في الدقيقةالـ 4، وعبد القادر كيتا في الدقيقة الـ 89.
أصاب الارتباك الدفاع الجزائري مع أول هجمة للمنتخب الإيفواري، لتصل الكرة إلى سالمون كالو الذي نجح في الدخول إلى منطقة جزاء "الخضر" بعيدا عن الرقابة الدفاعية، لتصل الكرة إليه قبل أن يحولها مباشرة نحو شباك فوزي شاوشي الذي فشل في حماية شباكه مع حلول الدقيقة الـ 4 من عمر المباراة، لتتعقد حسابات المدير الفني رابح سعدان عقب تقدم كوت ديفوار.
ظلت حالة غياب التركيز مستمرة مع لاعبي الجزائر، ما أتاح الفرصة للمنتخب الإيفواري بمباغتة مدافعي "الخضر" بالهجمات المرتدة، والتي كادت أن تسفر إحداها عن احتساب ركلة جزاء في الدقيقة الـ 13، بعد سقوط ديدييه دروجبا أمام المرمى الجزائري، إلا أن الحكم أمر بمواصلة اللعب، محذرا نجم تشيلسي من تكرار السقوط دون سبب حقيقي.
بدأت الجزائر في التماسك بعد مرور 20 دقيقة على بداية الشوط الأول، وشكلت محاولات كريم زياني وكريم مطمور ورفيق حليش خطورة كبيرة على المرمى الإيفواري، لكن غياب الدقة حال دون إدراك التعادل.
واصل "الخضر" ضغطهم الهجومي إلى أن حقق المنتخب العربي هدفه بإدراك التعادل في الدقيقة الـ 41، من تسديدة صاروخية أطلقها مطمور داخل منطقة الجزاء، فشل معها الحارس الإيفواري أبو بكر باري في التصدي لها، مكتفيا بمشاهدة الكرة داخل شباكه.
وكاد عبد القادر غزال أن يضيف الثاني للجزائر في الوقت المحتسب بدلا من الضائع، بعدما سدد بقوة تجاه المرمى الإيفواري، إلا أن الكرة افتقدت للدقة وذهبت إلى خارج الملعب، قبل أن يلحق بها مطمور المنطلق من الخلف إلى الأمام.
شوط اللعب بالأعصاب
الجماهير الجزائرية فخورة بفريقها
لم يتأخر مطمور مع بداية الشوط الثاني في توجيه رسالة تحذير إلى مدافعي كوت ديفوار، مفادها أن هجمات الخضر لن تتوقف، فاختراق بسرعته الجهة اليسرى للفريق الإيفواري، لكن التدخل الدفاعي كان في الوقت المناسب لتتحول الكرة إلى ضربة ركنية للجزائر.
تماسكت كوت ديفوار سريعا لتبادل الجزائر الهجمات، لكن التمركز الصحيح لمدافعي "الخضر" لعب دورا كبيرا في الحفاظ على مرماهم، في الوقت الذي لم يستغل فيه دروجبا ورفاقه الضربات الركنية التي أتيحت لهم.
وكرر مطمور تهديده للمرمى الإيفواري في الدقيقة الـ 54، بعدما تلقى كرة طولية من مراد مغني، فسددها مطمور مباشرة، إلا أن الكرة علت العارضة لتذهب إلى ضربة مرمى.
وأضاع كالو فرصة هدف ثان لكوت ديفوار في الدقيقة الـ 57، بعدما انطلق نحو المرمى الجزائري، مستغلا مهارته الفردية، إلا أن تسديدته ذهبت على بعد مسافة قليلة من القائم الأيسر لمرمى شاوشي، لتتحول الكرة إلى ضربة مرمى.
لجأ المنتخب الجزائري لتهديد المرمى الإيفواري بالاعتماد على الكرات العرضية، خاصة من الجبهة اليمنى "للخضر" بواسطة مطمور، وكاد غزال أكثر من مرة أن ينجح في تسجيل الهدف الثاني، لكن التدخل الدفاعي في الوقت المناسب، أبعد الكرة دائما بعيدا عن مرمى باري.
وأهدر مطمور الفرصة الذهبية للتقدم في الدقيقة الـ 68، بعدما انفرد بحارس مرمى كوت ديفوار، مستغلا خطأ دفاعيّا قاتلا، لكن "مطمور" سدد الكرة في يد الحارس أبو بكر باري.
وتوقفت أنفاس الجماهير الجزائرية في الدقيقة الـ 84، بعدما نجح عبد القادر كيتا في تخطي لاعبي الجزائر، قبل أن يرسل تمريرة متقنة إلى زميله جيرفيه ياو كواسي، الذي انطلق سريعا نحو مرمى "الخضر"، لكنه فشل في استغلال انفراد بشاوشي، ليسدد كرة طائشة علت العارضة.
وأطلق كيتا تسديدة صاروخية في الدقيقة الـ 89، سكنت الزاوية اليمنى لمرمى شاوشي، الذي لام مدافعيه لسماحهم للاعب كوت ديفوار بالتسديد بكل سهولة دون قيود دفاعية.
وردّ مجيد بوقرة سريعا في الدقيقة الـ 91 بهدف التعادل من ضربة رأسية، مستغلا خطأ دفاعيا قاتلا من لاعبي كوت ديفوار.
هدف الفوز
الجزائر تنتظر الفائز بين الكاميرون ومصر
بدأت الجزائر بقوة الشوط الإضافي الأول، بتسجيل الهدف الثالث للخضر في الدقيقة الـ 93، من ضربة رأسية سكنت شباك أبو بكر باري.
وأهدر دروجبا فرصة التعادل في الدقيقة الـ 96، بعدما سدد كرة قوية، تألق في التصدي لها الحارس الجزائري شاوشي، الذي أصرّ على إكمال المباراة رغم المعاناة التي يعاني منها في ظهره.
استمرت الجزائر في تفوقها الهجومي أمام كوت ديفوار خلال الشوط الإضافي الثاني، وواصلوا إهدارهم للأهداف بواسطة عبد القادر غزال وجمال عبدون ومطمور، وفى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع ألغى الحكم هدفًا لكوت ديفوار بداعى التسلل.