القيلولة..تحفز على اليقظة..فماهي مدتها المثالية؟؟
القيلولة تحفز تركيز الموظفين، وبهذا تنشط إنتاجية المشاريع، مما يجعل أرباب العمل والعالمين لديهم يحلمون سوية.
من منا لم يحلم يوما بأن يمنح نفسه قسطا من الراحة في مكتبه؟ ربما أصبح ممكنا جدا لهذا الحلم الواهم أن يجد له مكانا في نهاية المطاف.
يجب علينا أن ننام مرتين خلال 24 ساعة: في الليل، وفي النهار أيضا
الدراسات التي أجريت على النوم النهاري حتى الآن كانت في غالب الأحيان تتناول المهن والأعمال التي تتطلب أن يكون القائمون عليها على درجة عالية من اليقظة وبشكل دائم: كالعالمين في مجال الصحة وسائقي الشاحنات والملاحين الذين يؤدون عملهم منفردين، وكذلك رودا الفضاء.. وهكذا فإن دافيد دينجس أستاذ علم النفس والطب النفسي في معهد stitue tional space biomedical research in na في الولايات المتحدة، الذي اهتم برواد الفضاء، حيث إن مدة النوم في التحليق نادرا ما تتجاوز ست ساعات، ولمحاولة زيادة أوقات الاستراحة لديهم، أجرى دراسة على 91 شابا يتمتعون بصحة جيدة، وطلب منهم تقسيم نومهم لمدة خمسة عشر يوما، يتوجب عليهم في أثنائها تنسيق أجزاء من نومهم إلى فترات تدعى رئيسية "principal" (حيث تتراوح مدتها من أربع إلى ثماني ساعات) تتخللها قيلولة تتراوح ما بين خمس عشرة دقيقة وحتى ساعتين، ثم يخضعون خلال فترة يقظتهم إلى شتى أشكال الاختبارات (لأعمال تتطلب الانتباه والترقب، كخلط الرموز بالأرقام إلخ...) وبالنتيجة: فترات القيلولة النهارية الطويلة (قرابة الساعتين) تنسق إلى نوم ليلي "قصير" (قرابة الأربع ساعات كحد أدنى)، مما يسمح أكثر باستعادة اللياقة الجسدية والذهنية أيضا، خصوصا فيما يتعلق بكفاءة الانتباه.
ظاهرة طبيعية ترتبط بدرجة حرارة الجسم
من قسم علم النفس لجامعة هارفارد بالولايات المتحدة، وبفضل هذه الجهود يمكننا إيجاد مبرر لأن نكبو ويغالبنا النعاس قرابة الساعة الثالثة عشرة. لقد قامت عالمة النفس الأمريكية بقياس تأثيرات القيلولة على حالة تركيز الرؤية لمائة وثلاثين طالبا. في الصباح كانوا يميزون من دون عناء يذكر وبزمن أدنى قدره 10 ميللي ثانية لمختلف المعطيات التي تعرض على الشاشة، أما في المساء فكانوا بحاجة إلى 40 ميللي ثانية لإنجاز العمل ذاته، أما إذا كانوا قد أخذوا قيلولة لمدة ساعة، ففي هذه الحالة يكون زمن الاستيعاب قد عاد حسنا لما كان عليه في الصباح.
الاسترجاع في الزمن الصحيح
في يوليو الماضي، حيث يثبت أن الأفراد الخاضعين لهذا البحث لا ينجحون بأعمال التعلم البصري، إلا إذا كانوا قد منحوا أثناء النهار قيلولة لمدة ساعة، لا بل ساعة ونصف الساعة. إن الأشخاص الذين أدخلوا في هذه التجربة يجب عليهم أن يتذكروا المعلومات البصرية التي عرضت عليهم من خلال الشاشة: فالذين لم يكونوا قد أنجزوا قيلولة يحققون أداء أقل جودة في آخر النهار عما كان عليه في الصباح. أما الذين أخذوا قسطا من النوم أثناء النهار هم أنفسهم أيضا لم يتحسن أداؤهم إلا إذا كان نومهم مشتملا على طور ما يسمى بالنوم العكسي، وهو فترة من الأحلام النشيطة التي تلي النوم العميق. أما الذين لم يبلغوا إلا المرحلة الثلاثة أو الرابعة من النوم العميق من خلال ساعة نوم واحدة فلا يتحسن ولا يتدهور مستوى الأداء لديهم. وفي النتيجة إن الذين لديهم القدرة على التعلم أفضل من الآخرين هم من كبار الحالمين، إن هذه النتيجة الحسنة تؤكد أعمال السيد ميشيل جوفيت الاختصاصي الفرنسي بالأحلام الذي اكتشف النوم العكسي. وهو الذي بين أن الجرذان التي حرمت من النوم العكسي تجد لديها صعوبة أكبر باتباع السبيل الذي يسمح لها بالخروج من المتاهة، مما هو لدى الجرذان التي استفادت من نوم كامل. لكن انتبهوا، ليس كل الباحثين متفقين على نصحنا بساعات نوم طويلة، لأنها غالبا ما تفضي إلى طور يدعى بـ "خمول النوم" حيث ينتابنا مزاج مقيت وشعور بالوهن لبقية اليوم.
حذار من خمول النوم، الذي يجعل مزاجكم معكرا بعد قيلولة طويلة
"يتسم خمول النوم هذا أيضا بتدني الأداء الذهني مع اضطرابات ذاكرة، وفقدان نقاط الاستدلال الزمنية- المكانية، وكذلك تعطيل زمن رد الفعل"، كما يشرح السيد فيليب كابون الأستاذ المحاضر بما يسمى بـ ergonomie (علم الشغالة) في مختبر الأنثروبولوجيا التطبيقي لجامعة باريس الخامسة.
إنه لمن المزعج أن يكون من المستوجب علينا أن التيقظ الدائم أثناء ممارسة وظائفنا، ولهذا فقد اهتم السيد غابون بالطيارين، وذلك بتسجيل ومراقبة النوم لعشرين قبطانا أثناء عشرة أيام متتالية من الإبحار لسفينة عابرة المحيط يتألف طاقمها الملاحي من شخصين معا لضرورات الدراسة، فكان الشخصان متشجعين للنوم خلال فترات استراحة محددة بخمسة وأربعين دقيقة لتجنب مراحل النوم العميق. والحال هذه فإن الطيران الليلي يكون متعبا، العديد من الطيارين دخلوا بأقل من خمسة وأربعين دقيقة في نوم عميق من الدرجة الرابعة أو الخامسة (انظر الإطار) وبالخروج من قيلولتهم، كان من المفترض حسب العلماء أن يوفقوا بهبوط اضطراري أقل مشقة، وتبعا لهذه الدراسة حددت شركات الطيران توصيات لفترات استراحة لا تتجاوز الأربعين دقيقة. ومن خلال الأعمال التي قام بها السيد آمبير تيتزل وليون لاك من مدرسة علم النفس لجامعة فليندرس في استراليا: إن قيلولة مدتها عشر دقائق تسمح باستعادة الأداء الذهني نفسه لاستراحات تتكون من ثلاثين دقيقة، فكم من الوقت يتوجب لكي نجعل زمن القيلولة مرضيا: عشر أن ثلا ثون أم أربعون دقيقة، أو بالأحرى ساعة ونصف الساعة؟ المشكلة أن كل دراسة تستخدم اختبارات مختلفة لقياس عمليات أداء ذهنية متنوعة، هي في الوقت ذاته بعيدة بما فيه الكفاية عما يحققه الموظفون من حيث الواقع. يوافق السيد فيليب كابون على أن الإرشادان يجب أن تتلاءم مع مختلف المهن والأعمال، فعلى سبيل المثال ليس الأمر مقبولا أن يعرض الطيارون أنفسهم لخطر خمول النوم، وبالتالي يجب أن تعين لهم فترة نوم محددة مسبقا للاستعاضة عن القيلولة.
القيلولة تحفز تركيز الموظفين، وبهذا تنشط إنتاجية المشاريع، مما يجعل أرباب العمل والعالمين لديهم يحلمون سوية.
من منا لم يحلم يوما بأن يمنح نفسه قسطا من الراحة في مكتبه؟ ربما أصبح ممكنا جدا لهذا الحلم الواهم أن يجد له مكانا في نهاية المطاف.
يجب علينا أن ننام مرتين خلال 24 ساعة: في الليل، وفي النهار أيضا
الدراسات التي أجريت على النوم النهاري حتى الآن كانت في غالب الأحيان تتناول المهن والأعمال التي تتطلب أن يكون القائمون عليها على درجة عالية من اليقظة وبشكل دائم: كالعالمين في مجال الصحة وسائقي الشاحنات والملاحين الذين يؤدون عملهم منفردين، وكذلك رودا الفضاء.. وهكذا فإن دافيد دينجس أستاذ علم النفس والطب النفسي في معهد stitue tional space biomedical research in na في الولايات المتحدة، الذي اهتم برواد الفضاء، حيث إن مدة النوم في التحليق نادرا ما تتجاوز ست ساعات، ولمحاولة زيادة أوقات الاستراحة لديهم، أجرى دراسة على 91 شابا يتمتعون بصحة جيدة، وطلب منهم تقسيم نومهم لمدة خمسة عشر يوما، يتوجب عليهم في أثنائها تنسيق أجزاء من نومهم إلى فترات تدعى رئيسية "principal" (حيث تتراوح مدتها من أربع إلى ثماني ساعات) تتخللها قيلولة تتراوح ما بين خمس عشرة دقيقة وحتى ساعتين، ثم يخضعون خلال فترة يقظتهم إلى شتى أشكال الاختبارات (لأعمال تتطلب الانتباه والترقب، كخلط الرموز بالأرقام إلخ...) وبالنتيجة: فترات القيلولة النهارية الطويلة (قرابة الساعتين) تنسق إلى نوم ليلي "قصير" (قرابة الأربع ساعات كحد أدنى)، مما يسمح أكثر باستعادة اللياقة الجسدية والذهنية أيضا، خصوصا فيما يتعلق بكفاءة الانتباه.
ظاهرة طبيعية ترتبط بدرجة حرارة الجسم
من قسم علم النفس لجامعة هارفارد بالولايات المتحدة، وبفضل هذه الجهود يمكننا إيجاد مبرر لأن نكبو ويغالبنا النعاس قرابة الساعة الثالثة عشرة. لقد قامت عالمة النفس الأمريكية بقياس تأثيرات القيلولة على حالة تركيز الرؤية لمائة وثلاثين طالبا. في الصباح كانوا يميزون من دون عناء يذكر وبزمن أدنى قدره 10 ميللي ثانية لمختلف المعطيات التي تعرض على الشاشة، أما في المساء فكانوا بحاجة إلى 40 ميللي ثانية لإنجاز العمل ذاته، أما إذا كانوا قد أخذوا قيلولة لمدة ساعة، ففي هذه الحالة يكون زمن الاستيعاب قد عاد حسنا لما كان عليه في الصباح.
الاسترجاع في الزمن الصحيح
في يوليو الماضي، حيث يثبت أن الأفراد الخاضعين لهذا البحث لا ينجحون بأعمال التعلم البصري، إلا إذا كانوا قد منحوا أثناء النهار قيلولة لمدة ساعة، لا بل ساعة ونصف الساعة. إن الأشخاص الذين أدخلوا في هذه التجربة يجب عليهم أن يتذكروا المعلومات البصرية التي عرضت عليهم من خلال الشاشة: فالذين لم يكونوا قد أنجزوا قيلولة يحققون أداء أقل جودة في آخر النهار عما كان عليه في الصباح. أما الذين أخذوا قسطا من النوم أثناء النهار هم أنفسهم أيضا لم يتحسن أداؤهم إلا إذا كان نومهم مشتملا على طور ما يسمى بالنوم العكسي، وهو فترة من الأحلام النشيطة التي تلي النوم العميق. أما الذين لم يبلغوا إلا المرحلة الثلاثة أو الرابعة من النوم العميق من خلال ساعة نوم واحدة فلا يتحسن ولا يتدهور مستوى الأداء لديهم. وفي النتيجة إن الذين لديهم القدرة على التعلم أفضل من الآخرين هم من كبار الحالمين، إن هذه النتيجة الحسنة تؤكد أعمال السيد ميشيل جوفيت الاختصاصي الفرنسي بالأحلام الذي اكتشف النوم العكسي. وهو الذي بين أن الجرذان التي حرمت من النوم العكسي تجد لديها صعوبة أكبر باتباع السبيل الذي يسمح لها بالخروج من المتاهة، مما هو لدى الجرذان التي استفادت من نوم كامل. لكن انتبهوا، ليس كل الباحثين متفقين على نصحنا بساعات نوم طويلة، لأنها غالبا ما تفضي إلى طور يدعى بـ "خمول النوم" حيث ينتابنا مزاج مقيت وشعور بالوهن لبقية اليوم.
حذار من خمول النوم، الذي يجعل مزاجكم معكرا بعد قيلولة طويلة
"يتسم خمول النوم هذا أيضا بتدني الأداء الذهني مع اضطرابات ذاكرة، وفقدان نقاط الاستدلال الزمنية- المكانية، وكذلك تعطيل زمن رد الفعل"، كما يشرح السيد فيليب كابون الأستاذ المحاضر بما يسمى بـ ergonomie (علم الشغالة) في مختبر الأنثروبولوجيا التطبيقي لجامعة باريس الخامسة.
إنه لمن المزعج أن يكون من المستوجب علينا أن التيقظ الدائم أثناء ممارسة وظائفنا، ولهذا فقد اهتم السيد غابون بالطيارين، وذلك بتسجيل ومراقبة النوم لعشرين قبطانا أثناء عشرة أيام متتالية من الإبحار لسفينة عابرة المحيط يتألف طاقمها الملاحي من شخصين معا لضرورات الدراسة، فكان الشخصان متشجعين للنوم خلال فترات استراحة محددة بخمسة وأربعين دقيقة لتجنب مراحل النوم العميق. والحال هذه فإن الطيران الليلي يكون متعبا، العديد من الطيارين دخلوا بأقل من خمسة وأربعين دقيقة في نوم عميق من الدرجة الرابعة أو الخامسة (انظر الإطار) وبالخروج من قيلولتهم، كان من المفترض حسب العلماء أن يوفقوا بهبوط اضطراري أقل مشقة، وتبعا لهذه الدراسة حددت شركات الطيران توصيات لفترات استراحة لا تتجاوز الأربعين دقيقة. ومن خلال الأعمال التي قام بها السيد آمبير تيتزل وليون لاك من مدرسة علم النفس لجامعة فليندرس في استراليا: إن قيلولة مدتها عشر دقائق تسمح باستعادة الأداء الذهني نفسه لاستراحات تتكون من ثلاثين دقيقة، فكم من الوقت يتوجب لكي نجعل زمن القيلولة مرضيا: عشر أن ثلا ثون أم أربعون دقيقة، أو بالأحرى ساعة ونصف الساعة؟ المشكلة أن كل دراسة تستخدم اختبارات مختلفة لقياس عمليات أداء ذهنية متنوعة، هي في الوقت ذاته بعيدة بما فيه الكفاية عما يحققه الموظفون من حيث الواقع. يوافق السيد فيليب كابون على أن الإرشادان يجب أن تتلاءم مع مختلف المهن والأعمال، فعلى سبيل المثال ليس الأمر مقبولا أن يعرض الطيارون أنفسهم لخطر خمول النوم، وبالتالي يجب أن تعين لهم فترة نوم محددة مسبقا للاستعاضة عن القيلولة.