عاشت الجزائر الاثنين أجواء حزن بعد الخسارة المفاجئة للخضر أمام منتخب مالاوي في أول مباراة يخوضها أشبال المدرب رابح سعدان في نهائيات أمم إفريقيا التي تستضيفها أنغولا، إذ ظهر المنتخب الجزائري بوجه شاحب، وخسر بثلاثية نظيفة أمام منتخب المالاوي الذي استخفت به الصحافة الجزائرية، وحتى اللاعبون بدوا واثقين من فوز سهل.
وخيم صمت كبير على العاصمة الجزائرية ومعظم المدن الأخرى في أعقاب إعلان الحكم نهاية مباراة الجزائر ـ مالاوي، بانهزام الخضر نتيجة وأداء، بعد أن ظهروا بوجه مغاير عن ذلك الذي ظهروا به في آخر مباراة لعبوها أمام مصر يوم 18 نوفمبر الماضي، والتي اقتطعت خلالها الجزائر تأشيرة التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، بعد 24 عاما من الغياب عن هذه المنافسة العالمية.
وألغى الجزائريون الاحتفالات التي كانوا قد أعدوا لها منذ عدة أيام، وبقي أنصار المنتخب في منازلهم عشية أمس وهم غير مصدقين أن فريقهم الذي كانوا يتوقعون أن يذهب بعيدا في نهائيات كأس أمم إفريقيا، تعثر في أول ظهور له خلال هذه المنافسة، الأمر الذي يجعل تأهله إلى الدور الثاني مسألة شديدة التعقيد.
الشيء الملاحظ هو أن الجماهير لم تحتفل كما جرت العادة قبل المباراة، وكأن الأنصار كانوا يخشون أن تجري الأمور بما لا تشتهي أنفسهم، إذ حافظت العاصمة على هدوئها قبيل المواجهة أمام مالاوي، ولم تكن هناك أي مظاهر احتفال، عكس المرات السابقة عندما كان عشاق محاربي الصحراء يحتفلون لأيام وليال قبل المباريات، وحتى لما انهزم رفاق كريم زياني في القاهرة ظلوا يحتفلون وهم واثقين من الفوز بمباراة الحسم في السودان، وهو ما تحقق في واحدة من أقوى المباريات التي خاضها الخضر.
وتعتبر النتيجة حسب رأي المراقبين متوقعة، حتى وإن كان الكثيرون يخشون المجاهرة بها، لأن المنتخب وجهازه الفني والإداري أصبح في الفترة الأخيرة من المقدسات، ولم يعد أحد يوجه أي انتقاد، رغم الأخطاء الفادحة التي ارتكبت، خاصة فيما يتعلق باختيار مكان إجراء المعسكر التدريبي في جنوب فرنسا، في طقس بارد مع درجات حرارة وصلت إلى 7 تحت الصفر، في حين أن الحرارة في أنغولا تتجاوز 30 درجة.
كما أن عدم إجراء أي مباريات ودية قبيل هذه المنافسة لم يطرح أي مشكل، إذ تقبلت الصحافة ووسائل الإعلام ببساطة ما قاله سعدان، الذي أكد على أنه اختياره وهو يتحمل مسؤوليته.
من جهة أخرى لم تتوقف الصحافة التي أصبحت كلها رياضية كثيرا عند الظروف التي جرى فيها المعسكر التدريبي، إذ تم تسريح اللاعبين لمدة 3 أيام للراحة، قبل أن يعودوا مجددا إلى المعسكر، وهو أمر مر أيضا مرور الكرام.
ويعتقد بعض المتابعين لشؤون المنتخب أن خسارة المنتخب الجزائري تعود أيضا للصراع الصامت بين رئيس اتحاد الكرة محمد راوراوة والمدرب رابح سعدان، الذي هدد بالاستقالة ثم تراجع عن قراره، لأن راوراوة يرى بأنه من الضروري تدعيم الجهاز الفني بمدربين آخرين، وسعدان يريد أن يبقى القبطان الوحيد لسفينة المنتخب.
وتطرح هذه الخسارة موضوع آخر يتعلق باختيارات مدرب المنتخب الجزائري، الذي أصر على جلب بعض اللاعبين وإشراكهم كأساسيين، في حين لم يوجه الدعوة للاعبين آخرين، رغم أن هؤلاء يصنعون أفراح الأندية الأوروبية التي يلعبون لها، وهو ما يطرح القضية المسكوت عنها، والمتمثلة في وجود عصب داخل الفريق هي التي تقرر من يلعب ومن يبقى على دكة الاحتياط، ومن لا يستدعى للمنتخب من أساسه.