عشرات الجرحى واجتماع طارئ بين روراوة ومدير المركب
الأنصار يتهمون عمال الملعب بـ "البزنسة" واحتكار التذاكر
ما لم يكن متوقعا البتة حصل أمس بمدينة البليدة، حيث شهدت ساحات المدينة والمحاذية لملعب مصطفى تشاكر إلى خراب بسبب المشادات الكبيرة التي وقعت بين عشاق الخضر ورجال الأمن والتي تواصلت منذ الصبيحة إلى المساء.
و بدأت الفوضى حسب شهود عيان حينما شرع في بيع التذاكر في المنافذ المخصصة على مستوى الملعب والتي قدرت بسبعة بالنسبة للتذاكر من قيمة 500 دينار ومنفذ واحد بقيمة 1000 دينار، ومع توافد عدد كبير من الأنصار منذ ساعات مبكرة آثر المنظمون بدأ عملية البيع في العاشرة صباحا ولم تمر سوى اقل من ساعة حتى نفذت بالكامل.
تبريرات المحتجين.. ورد قوات الأمن
ولم يحصل عدد كبير من الوافدين على التذاكر ما دعاهم إلى الاحتجاج بقوة من خلال رشق عمال الملعب وحتى رجال الأمن المتواجدين هناك، ما استدعى تعزيز الأمن بعدد من قوات مكافحة الشغب التي حاولت تفرقة المتظاهرين لكن الأمور خرجت عن نطاق السيطرة.
وبرر المتظاهرون احتجاجاتهم بالطريقة التي تم من خلالها بيع التذاكر لأنه من غير المعقول أن ينفذ أزيد من 18 ألف تذكرة في ظرف وجيز، حيث اتهموا عمال المركب باحتكار التذاكر و"البزنسة" بها.
سوق التذاكر .. تجارة لا تبور
وتواصلت المظاهرات لأزيد من ساعتين، إذ لم تنجح رجال الأمن في السيطرة على الوضع، ما حول الساحة المحاذية للملعب إلى شبه خراب بسبب الحجارة المقذوفة.
وحاول مدير المركب محمد خنفير تبرئة ساحته من إفرازات بيع التذاكر موضحا بأنه لا يتحمل أية مسؤولية تجاه ما حدث لأن الطلب كان أضعافا مضاعفة مقارنة بالعرض.
وقال خنفير "الاتحادية منحتنا 18 ألف تذكرة بينما فاق الطلب 40 ألفا، أما عن احتكار التذاكر فإنني لا يمكنني أن أمنع شاب يتجول بين المنافذ وبين الطوابير من أجل كسب أكبر عدد وطرحها في السوق السوداء، لكن ما أقوله وهو الأمر الذي وقفت عليه شخصيا هو أننا لم نبع أكثر من خمس تذاكر للشخص الواحد".
والغريب في الأمر هو أن تجارة السوق السوداء نشطت بشكل غريب وأمام مرأى رجال الامن حيث يتجول العشرات من الباعة بحزم من التذاكر دون مضايقات أو أي رقابة مقابل سعر قدر بحوالي 1500 دينار.
وقد يصل سعر التذكرة إلى اضعاف مضاعفة خاصة وأن موعد المباراة لايزال بعيدا نسبيا، ما يعني امكانية أن يصل السعر إلى حدود 3000 دينار للتذكرة، حسب أحد نشطاء السوق السوداء.
عشرات الجرحى واجتماع طارئ بين روراوة ومدير المركب
في حصيلة أولية، أكدت مصادر مطلعة للشروق أن الاحتجاجات التي شهدتها مدينة البليدة امس تسببت في إصابة العشرات من جانب الطرفين من عناصر الشرطة والأنصار المتظاهرين.
وحسب مصادر، فإن عشرات من بين الأنصار نقلوا إلى مستشفى محمد يزيد بفروجة، بالإضافة إلى نقل عدد من رجال الأمن الذين تعرضوا للرشق قبل وصول عناصر مكافحة الشغب لتفرقتهم.
و حسب شهود عيان، فإن عددا من السيارات التي كانت رابضة بمحيط الملعب تعرضت للتهشيم بالإضافة الى تلف تام لسيارة شرطة بسبب عمليات الرشق. و كان رئيس الاتحادية قد تنقل على عجالة إلى هناك للقاء مدير المركب ومسؤول الامن في الولاية لاحتواء الوضع واتخاذ اجراءات تعيد الهدوء للبليدة والأجواء الاحتفالية التي تسبق المباراة.